تستعد شركات الاتصالات في إسرائيل لإغلاق شبكات الجيل الثاني والثالث بالكامل بحلول 31 ديسمبر 2025، في خطوة قد تترك ما لا يقل عن مليون مواطن بدون إمكانية إجراء مكالمات هاتفية.
يأتي هذا القرار بعد أربع سنوات من التحضير، إلا أن تداعياته تتجاوز الاتصالات الهاتفية الشخصية، إذ أظهر فحص أجرته وزارة الاتصالات أن الإغلاق سيؤثر على خطوط الإنتاج والمصاعد والأبواب الكهربائية، بالإضافة إلى الأجهزة الطبية المتصلة بشبكات الجيلين الثاني والثالث.
1.5 مليون خط خليوي يعمل بالشبكات القديمة
ووفقًا لمعطيات الوزارة، فإن هناك نحو 1.5 مليون خط خليوي لا يزال يعمل عبر هذه الشبكات القديمة، في وقت تعتبر فيه شبكة الجيل الرابع نفسها قديمة مقارنة بالتطورات التقنية.
وتعمل شركات الاتصال على تشجيع العملاء للانتقال إلى الجيل الخامس، إلا أن خدمات الجيلين الثاني والثالث لا تزال تُستخدم على نطاق واسع، خصوصًا لدى شريحة واسعة من المتدينين اليهود "الحريديم"، والمسنين، وكذلك المواطنين الذين يعانون من أوضاع مالية صعبة، حيث يعتمدون على الهواتف القديمة التي توفر خدمة الاتصال فقط دون إنترنت أو تطبيقات حديثة.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
ما البدائل المناسبة للشرائح الاجتماعية المتضررة؟
ويعود قرار الإغلاق إلى تعليمات صادرة عن وزارة الاتصالات، مما يثير تساؤلات حول كيفية توفير بدائل مناسبة للشرائح الاجتماعية المتضررة، لا سيما في ظل الحرب وعدم إمكانية ترك هذه الفئات دون وسائل اتصال.
وفي هذا السياق، تواصلت الوزارة مع منظمة "نجمة داود الحمراء" و"إيحود هتسلاه" لضمان الاستعداد لأي طوارئ قد تنجم عن فقدان الاتصال، خاصة وأن بعض الأجهزة الطبية، مثل أجهزة إنعاش القلب، تعتمد على هذه الشبكات القديمة.
بيع نحو مليون هاتف جديد
وفي الوقت نفسه، يشير خبراء إلى أن هذه الخطوة ستفتح المجال أمام شركات الاتصالات لبيع نحو مليون هاتف جديد، إلا أنه حتى الآن لم يتم توفير أجهزة بأسعار مخفضة، إذ يُقدّر سعر الهاتف البديل بحوالي 1000 شيكل كحد أقصى، ما قد يشكل عبئًا على الفئات غير القادرة على تحمل هذه التكلفة.
ونقلت صحيفة يسرائيل هيوم عن مصدر في وزارة الاتصالات قوله إن تجربة إغلاق شبكات الجيل الثاني والثالث في ألمانيا أدت إلى انقطاع خدمات الاتصال لعدة أيام، مشددًا على أن إسرائيل، خاصة في ظل الظروف الأمنية الحالية، لا يمكنها السماح ببقاء مليون شخص دون هواتف لمدة أسبوع.
90% من الأجهزة تعمل بشبكات الجيل الرابع والخامس
من جانبها، أكدت وزارة الاتصالات أن انتقال إسرائيل إلى تقنيات اتصال أكثر تطورًا هو جزء من توجه عالمي يتم تنفيذه تدريجيًا، مشيرة إلى أن أكثر من 90% من الأجهزة في البلاد تعمل بالفعل على شبكات الجيل الرابع والخامس.
وأضافت الوزارة أنها تعمل بالتنسيق مع شركات الاتصال والمستوردين لضمان استبدال أو تحديث جميع الأجهزة المتأثرة قبل الموعد النهائي المقرر.
اقرأ أيضا
غداً..المحكمة العليا تنظر في استئناف أهالي راس جرابة ضد قرار تهجيرهم