77 عامًا على النكبة.. جرح لا يندمل في ذاكرة الفلسطينيين

shutterstock- صورة خاصة

shutterstock- صورة خاصة

في مثل هذا اليوم، الخامس عشر من أيار/مايو، يستحضر الفلسطينيون الذكرى الـ77 للنكبة، الكارثة الوطنية التي شردت شعبًا من أرضه، وهجّرت قسرًا نحو 957 ألف فلسطيني من أصل 1.4 مليون كانوا يعيشون في 1300 مدينة وقرية فلسطينية، حين قامت إسرائيل عام 1948.


وتأتي ذكرى النكبة هذا العام بطعمٍ أكثر مرارة، في ظل حرب ضروس تتعرض لها غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، أسفرت حتى الآن عن ارتقاء أكثر من 52,928 فلسطينيًا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، إلى جانب إصابة أكثر من 119,846 آخرين، ولا تزال آلاف الجثامين تحت الركام في ظل قصف لا يهدأ.




لن نرحل فلسطين للفلسطينيين


بهذا الشعار، تنطلق فعاليات إحياء ذكرى النكبة هذا العام في مدن الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات، تأكيدًا على تمسك الفلسطينيين بحقهم التاريخي في أرضهم، ورفضهم لمحاولات محو الهوية أو شطب الرواية.


وشملت الفعاليات، اليوم الخميس، مسيرة مركزية من أمام ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات إلى ميدان المنارة في رام الله، حيث وُضعت أكاليل الزهور، وعمّ الصمت البلاد لـ77 ثانية حدادًا على أرواح الضحايا، تزامنًا مع إطلاق صافرات الإنذار من المساجد والكنائس، وإذاعات محلية.


افتتاح متحف محمود درويش معرض يضم 77 لوحة


كما افتتح متحف محمود درويش معرضًا فنيًا يضم 77 لوحة من إبداع فنانين من الداخل الفلسطيني والشتات، كل لوحة تمثل سنة من سنوات النكبة، في محاولة لرسم الألم والحنين والحلم على جدران التاريخ.


الشتات يحيي الأمل


وفي مخيمات اللجوء حول العالم، خرج الآلاف في مسيرات ووقفات، حاملين مفاتيح رمزية للبيوت التي هُجّرت منها عائلاتهم، إلى جانب أعلام فلسطين ورايات سوداء تعبيرًا عن الحزن المستمر.


كما نظمت الجاليات الفلسطينية في أوروبا وأمريكا ودول عربية فعاليات تؤكد على أن النكبة لم تكن لحظة وانتهت، بل مستمرة بأشكال مختلفة.




نكبة مستمرة في قطاع غزة


ربما كانت النكبة الأولى عام 1948 تهجيرًا قسريًا على يد العصابات الصهيونية، لكن ما يحدث اليوم في غزة ليس أقل هولًا، فبحسب التقديرات، فإن أكثر من مليوني فلسطيني من سكان القطاع نزحوا داخليًا بسبب الحرب، وهو ما يعادل أكثر من 90% من السكان.


وأُجُبر هؤلاء على مغادرة منازلهم، بعضهم عدّة مرات، ليقيموا في الخيام أو في مدارس لا تصلح للعيش الآدمي، بينما تتعرض تلك الملاجئ نفسها للقصف بين حين وآخر، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية.


ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام


وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن الجيش الإسرائيلي سيطر على 774 قرية ومدينة فلسطينية عام 1948، ودمّر 531 منها بالكامل، وارتكب أكثر من 70 مجزرة راح ضحيتها نحو 15 ألف ضحية.


ورغم هذا، يُظهر الشعب الفلسطيني صلابة استثنائية، فقد بلغ عدد سكان فلسطين بحلول منتصف عام 2025 نحو 5.5 مليون نسمة، فيما يُقدّر عدد الفلسطينيين في العالم بنحو 15.2 مليون، أكثر من نصفهم يعيشون خارج وطنهم.


النكبة ليست ذكرى.. بل واقع يومي


وبينما يتذكر الفلسطينيون نكبتهم، يرون صورها تتكرر في كل غارة على غزة، وكل اقتحام في جنين، وكل اعتقال في القدس، وكل طفل يُقتل وهو يحتمي ببطانية لا تقيه صاروخًا، فالنكبة مستمرة طالما استمر الظلم والانتهاكات، واستمرت معاناة اللاجئ، وضاع حق العودة.


النكبة ليست تاريخًا في الأرشيف، بل جرح نازف في قلب كل فلسطيني، وصورة لا تمحى من ذاكرة الأجيال.


اقرأ أيضا

ارتقاء الصحفي حسن سمور و11 من أسرته جراء غارة بخان يونس

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

phone Icon

احصل على تطبيق اذاعة الشمس وكن على
إطلاع دائم بالأخبار أولاً بأول

Download on the App Store Get it on Google Play