انطلقت اليوم السبت في العاصمة العراقية بغداد أعمال القمة العربية الـ34، بمشاركة عدد من القادة والزعماء العرب وممثلي منظمات دولية، وسط أجواء مشحونة بالقضايا الإقليمية الساخنة، وعلى رأسها الحرب في قطاع غزة، ورفع العقوبات عن سوريا، والملف النووي الإيراني.
وفي الجلسة الافتتاحية، سلّمت البحرين رسميًا رئاسة القمة إلى العراق، حيث أعلن وزير الخارجية البحريني، عبد اللطيف الزياني، دعم بلاده لخطة التعافي المبكر في غزة والدعوة لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية، مع ترحيب واضح بقرار الولايات المتحدة رفع بعض العقوبات عن سوريا.
رفض التدخلات الخارجية التي تمس سيادة الدول العربية
من جانبه، شدد الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد على رفض بلاده التدخلات الخارجية والإملاءات التي تمس سيادة الدول العربية، قائلاً إن "الشعب الفلسطيني يتعرض لإبادة جماعية ممنهجة"، داعياً إلى التصدي لمحاولات التهجير ودعم الحقوق الفلسطينية كاملة.
أما رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، فقد أكد رفض الحرب المستمرة على غزة، مندداً بالانتهاكات الإسرائيلية في لبنان، ودعم العراق الكامل لوحدة اليمن.
ترحيب عراقي بالمفاوضات النووية بين طهران وواشنطن
كما رحب السوداني بالمفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة، ورفض أي شكل من أشكال الهيمنة على الأراضي السورية، مع دعم عملية سياسية تحفظ حقوق جميع السوريين.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
السيسي يدعو ترامب للضغط على إسرائيل لتحقيق السلام
من جانبه، دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، نظيره الأميركي دونالد ترامب إلى الضغط على إسرائيل من أجل دفع عملية السلام في المنطقة وتحقيق حل دائم للقضية الفلسطينية.
وأكد السيسي أن القمة تنعقد وسط ظروف معقدة وغير مسبوقة تتطلب وحدة الموقف العربي، مشددًا على أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة هو السبيل الوحيد للخروج من دوامة العنف.
وأشار إلى أن القاهرة تواصل التنسيق مع واشنطن والدوحة لضمان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، محذرًا من محاولات إسرائيل "تحويل غزة إلى منطقة غير قابلة للحياة".
وانتقد الرئيس المصري ما وصفه بـ"آلة الحرب الإسرائيلية التي تستخدم التجويع والتدمير كسلاح"، في تحدٍ واضح للقانون الدولي.
وفي الشأن اللبناني، شدد على أن استقراره مرهون بتطبيق قرار مجلس الأمن 1701. كما دعا إلى استغلال رفع العقوبات عن سوريا لتحسين أوضاع الشعب السوري، وإعادة استقرار الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
أبو مازن يطالب بنزع سلاح حماس
من جانبه، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن ما يجري في غزة هو "تقويض للجهود الهادفة لإقامة الدولة الفلسطينية"، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية تواجه "مخاطر وجودية".
ودعا عباس إلى خطة عربية موحدة لوقف الحرب، مطالبًا بتسليم السلاح للسلطة الفلسطينية، مشيرًا إلى استعدادها لإجراء انتخابات شاملة بمجرد توفر الظروف الملائمة، في إطار مساعٍ لتوحيد الصف الفلسطيني.
أبو الغيط: السياسات الإسرائيلية المتهورة تبقي المنطقة بدوتمة الصراع
وفي كلمته، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن رفع العقوبات عن سوريا يمثل بارقة أمل لشعبها، محذرًا من أن الأمن القومي العربي ما زال مهددًا بسبب "الأطماع والتدخلات"، مشيرًا إلى استمرار الانقسامات في ليبيا، وتحديات هيكلة السلاح في لبنان، و"السياسات الإسرائيلية المتهورة" التي تبقي المنطقة في دوامة صراع لا تنتهي.
مفوضية الاتحاد الإفريقي: قمة بغداد فرصة لتفعيل الشراكات مع الدول العربية
من جانبه، أكد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، محمد علي يوسف، أن قمة بغداد فرصة لتفعيل الشراكات مع الدول العربية.
وفي كلمته، أدان علي يوسف الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة.
إسبانيا تدعو لوقف دوامة العنف
كما دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، السبت، إلى وقف دوامة العنف وإنهاء الأزمة الإنسانية في غزة.
وقال سانشيز خلال مشاركته في القمة: "يجب مضاعفة الضغط على إسرائيل لوقف الهجمات على غزة، وإسبانيا ستبذل كل ما في وسعها خلال اجتماع مجموعة مدريد لوقف الحرب على غزة وبناء سلام دائم".
وطالب بإنهاء الكارثة الإنسانية في غزة على الفور، مشددا على أن بلاده ستضغط على إسرائيل لوقف المذبحة في غزة بكل الوسائل التي يتيحها القانون الدولي.
اليمن تطالب بتصنيف الحوثي منظمة إرهابية
من جانبه، قال رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، الميليشيات أصبحت تهديدا عابرا للحدود، داعياً إلى تصنيف ميليشيا الحوثي منظمة إرهابية نظرا إلى انتهاكاتها المتواصلة.
كما رفض القيادي الرئاسي في اليمن أي تهجير أو ترحيل للشعب الفلسطيني من أرضه، داعيا إلى دعم مبادة السعودية وفرنسا لدعم حل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية.
البحرين: القضية الفلسطينية في قلب الأولويات العربية
كما أكد وزير الخارجية البحريني عبداللطيف الزياني، أن البحرين عملت خلال رئاستها السابقة على تعزيز مسارات العمل العربي المشترك، وشدد على أن القضية الفلسطينية ظلت في قلب الأولويات العربية.
وقال الزياني في كلمته الافتتاحية: "ندعم بشكل كامل قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا للقرارات الدولية ومبادرة السلام العربية".
وشدد الوزير البحريني على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية فورًا ودون عوائق إلى قطاع غزة، مؤكدًا أن الكارثة الإنسانية هناك تتطلب استجابة فورية وتعاونًا عربيًا ودوليًا حقيقيًا.
وفي الملف السوري، ثمّن الزياني قرار الإدارة الأميركية برفع بعض العقوبات المفروضة على سوريا، واعتبر ذلك خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح.
وقال: "نهنئ سوريا على قرار رفع العقوبات الأمريكية، ونشيد بالدور الفاعل الذي قامت به المملكة العربية السعودية في هذا الخصوص".
كما شدد وزير الخارجية البحريني على أهمية حماية أمن وسلامة الملاحة البحرية في المنطقة، لما لها من أهمية استراتيجية على صعيد التجارة العالمية واستقرار أسواق الطاقة.
واختتم الزياني كلمته بالتأكيد على أن تعزيز الاستقرار والسلام في الوطن العربي يتطلب تكاتفًا عربيًا حقيقيًا، وتفعيل آليات العمل الجماعي في مواجهة التحديات المتصاعدة في المنطقة والعالم.
اقرأ أيضا
الحرب على غزة|الجيش يطلق عملية عربات جدعون مع ارتفاع حصيلة الضحايا