كشف تقرير نشره موقع "محادثة محلية" الإسرائيلي، نقلاً عن إفادات قرابة عشرة جنود إسرائيليين شاركوا في الحرب الجارية على قطاع غزة، أن الجيش الإسرائيلي يتّبع سياسة هدم ممنهج للمباني السكنية والعامة، وحتى المنشآت في الأراضي الزراعية، بشكل لم يعد مجرد إجراء عسكري بل تحوّل إلى مهمة مركزية في عمل الجيش داخل القطاع.
ووفق شهادة أحد الجنود، فقد كانت مهمته حماية 4 إلى 5 جرافات عسكرية خلال يومين، حيث تم خلال كل يوم هدم 60 منزلًا تقريبًا، مشيرًا إلى أن الحيّ الجنوبي الشرقي من مدينة رفح لم يعد موجودًا، الأفق مسطح بالكامل.
ذريعة فتح محور لوجستي
وأكد أن هذه الأعمال نُفذت تحت ذريعة فتح محور لوجستي، لكن الواقع أظهر هدمًا شاملًا للمباني بلا حاجة عسكرية مباشرة.
وعلى الرغم من تأكيد الجيش الإسرائيلي أن المباني المستهدفة تُستخدم من قبل مقاتلي حماس، فإن التقرير ينقل شهادات جنود يقولون إن الهدف الحقيقي هو منع عودة السكان عبر تسوية الأرض، وهو ما وصفه بعض الضباط علنًا، واستُشف من الأجواء الميدانية والتصريحات السياسية.
الجيش يسيطر على 129 كيلومتراً في غزة
ويشير التقرير إلى أن الجيش الإسرائيلي يسيطر حاليًا على 129 كيلومترًا مربعًا، أي حوالي 35% من مساحة قطاع غزة، تُوصَف بأنها منطقة عازلة.
وذكر موقع "المكان الأكثر سخونة في جهنم" أن عمليات الهدم تُنفذ على طول السياج الأمني وبعمق كيلومتر واحد، دون تصنيف المباني كمواقع عسكرية أو إرهابية.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
التصريحات الرسمية تعزز مخاوف التهجير
وتعزز التصريحات الرسمية هذه المخاوف، وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن الجيش يهدم المزيد من البيوت، وإنه لا يوجد مكان يعود إليه السكان، مشيرًا إلى أن النتيجة المرجوة هي رغبة السكان في الهجرة الجماعية خارج القطاع.
بينما صرّح وزير الأمن يسرائيل كاتس أن من لا يطرد حماس أو يعيد الرهائن سيواجه هدمًا ودمارًا مطلقًا، مقدمًا ما يشبه عرضًا بالرحيل الطوعي للسكان إلى دول أخرى.
كما نقل التقرير عن مسؤول أمني إسرائيلي سابق معلومات خطيرة تلقاها من ضباط ميدانيين تفيد بعمليات هدم غير مبررة عسكريًا في مناطق مثل بيت لاهيا وبيت حانون، وبأن بعض وحدات الهدم تعمل خارج سيطرة القادة الميدانيين، ما جعلهم يشعرون أنهم "مجرمو حرب" على حد قوله.
جرائم حرب
من جانبه، أكد المحامي الحقوقي ميخائيل سفاراد أن هذه الممارسات ترقى إلى مستوى جرائم حرب، مشددًا على أن الهدم الواسع للأملاك دون ضرورة عسكرية يشكل جريمة واضحة بموجب القانون الدولي.
كما دعا إلى إدراج "الدوميسايد"، أي إبادة البيئات المعيشية للسكان ضمن قائمة الجرائم ضد الإنسانية، باعتبارها هجمات منهجية على السكان المدنيين.
اقرأ أيضا
تقرير: هجوم 7 أكتوبر خططت له حماس لنسف التطبيع بين السعودية وإسرائيل