في إعلان غير مسبوق، كشفت وزارة الداخلية السورية أن أكثر من ثمانية ملايين مواطن، أي ما يقارب ثلث الشعب السوري، كانوا مدرجين كمطلوبين لأجهزة الأمن والمخابرات التابعة للنظام السابق، وذلك لأسباب سياسية بالدرجة الأولى.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، في العاصمة دمشق، حيث صرّح بأن عدد المطلوبين تقريبا من النظام البائد لأسباب سياسية تجاوز ثمانية ملايين شخص، مؤكداً أن الوزارة تعمل حالياً على معالجة آثار هذه التركة الثقيلة.
النيل من هيبة الدولة ودعم الإرهاب
ومنذ بداية النزاع في سوريا عام 2011، والذي انطلق باحتجاجات سلمية ضد النظام الحاكم آنذاك، شُنت حملات أمنية واسعة طالت ملايين السوريين، الذين وُجهت إليهم تُهم تتراوح بين التظاهر والتواصل مع الخارج، إلى "النيل من هيبة الدولة" أو "دعم الإرهاب".
كثيرون منهم لم يعلموا بأنهم مطلوبون حتى تم توقيفهم على الحواجز أو عند محاولتهم السفر، إذ كانت أوامر الاعتقال تصدر بشكل سري وغير معلن.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
مقتل أكثر من نصف مليون شخص وآلاف في عداد المفقودين
وبينما أسفر النزاع عن مقتل أكثر من نصف مليون شخص، لا يزال عشرات الآلاف في عداد المفقودين، في ظل انهيار شامل أصاب مؤسسات الدولة والبنى الإدارية.
وجاء هذا الإعلان بالتزامن مع إعلان وزارة الداخلية عن هيكلة تنظيمية جديدة تهدف إلى إعادة بناء القطاع الأمني، وشملت استحداث إدارات مركزية للشكاوى، وأخرى لحرس الحدود والشرطة السياحية، في محاولة لتعزيز السيطرة وحماية حدود البلاد من التهريب والجريمة المنظمة.
وتواصل السلطات الجديدة، منذ الإطاحة بالنظام السابق في ديسمبر الماضي، جهودها لتفعيل مؤسسات العدالة الانتقالية ومعالجة ملف المفقودين، في مسعى لتجاوز آثار سنوات من القمع والانهيار الأمني.
اقرأ أيضا