يتفشى وباء الكوليرا بسرعة في السودان، حيث سجلت وزارة الصحة السودانية 500 إصابة جديدة في يوم واحد، وسط أزمة إنسانية متفاقمة ناجمة عن الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وأفادت منظمة أطباء بلا حدود بأن تفشي المرض مرتبط بانهيار الخدمات الأساسية، حيث أدى انقطاع الكهرباء والمياه إلى اضطرار السكان للاعتماد على مصادر ملوثة، مثل الآبار السطحية ومياه النيل الخام، مما ساهم في انتشار الأمراض المنقولة بالمياه وعلى رأسها الكوليرا.
وأكدت المنظمة أنها استقبلت أكثر من 570 مريضًا بين 17 و21 مايو في مركزين للعلاج بمدينة أم درمان، مشيرة إلى أن الوضع الصحي في الخرطوم بات على شفا الانهيار، حيث تسببت الحرب في تدمير عدد كبير من المرافق الصحية، بينما أُجبر كثير من العاملين في القطاع الطبي على الفرار نتيجة تصاعد القتال.
وأوضحت التقارير أن السودان يشهد واحدة من أسوأ موجات تفشي الكوليرا في القارة الأفريقية، حيث سجلت البلاد أكثر من 2,300 إصابة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، توزعت غالبيتها في المناطق الأكثر تضررًا من الحرب داخل ولاية الخرطوم، لا سيما محليتي كرري وجبل أولياء.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
وفي مواجهة هذا الوضع، دعت منظمة أطباء بلا حدود المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لتمويل مبادرات المياه والصرف الصحي والنظافة العامة، كما ناشدت الجهات السودانية المسؤولة تسريع جهود استعادة خدمات الكهرباء والمياه في المناطق المتضررة.
ويأتي تفشي الكوليرا في السودان ضمن موجة أوسع من الأوبئة التي تضرب القارة الأفريقية منذ بداية عام 2025، حيث أعلنت مراكز السيطرة على الأمراض في أفريقيا تسجيل أكثر من 115,000 إصابة بالكوليرا و2,424 وفاة في القارة حتى منتصف مايو، مع تصدر السودان وجنوب السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأنغولا قائمة الدول الأكثر تضررًا.
طالع أيضًا:
السودان: مقتل وإصابة العشرات في قصف مدفعي لقوات الدعم السريع
