تُعتبر أدوية اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه طوق نجاة لكثير من المصابين، إذ تساعدهم على تحسين التركيز وتقليل النشاط المفرط. لكن مع تزايد استخدامها، تتصاعد المخاوف من تأثيراتها الجانبية على المدى الطويل.
يُخلط أحيانًا بين فرط الحركة والنشاط الزائد الطبيعي عند الأطفال، ما يستدعي معرفة كيفية احتواء الطفل وتقديم الدعم المناسب بناءً على التشخيص الدقيق.
تجربة شخصية: قصة بيتر مع دواء "ريتالين"
تحكي جوان، أم بيتر من مقاطعة هامبشاير البريطانية، عن رحلة ابنها مع اضطراب فرط الحركة منذ تشخيصه في سن الثانية عشرة. تقول:
"في البداية، كان دواء ريتالين بمثابة نعمة، حيث تحسن تركيزه وتوقف عن التصرف بانفعال."
لكن بعد خمس سنوات، تغيّر الوضع، فبيتر البالغ الآن 17 عامًا، لا يزال يتناول الدواء يوميًا، لكنه أصبح يعاني من الحزن والعزلة، واضطرابات النوم، وفقدان الشهية.
تحذيرات من الآثار الجانبية لأدوية فرط الحركة
رغم فعالية أدوية مثل "ريتالين" و"كونسيرتا" في تحسين التركيز وتنظيم السلوك، يحذر الخبراء من آثار جانبية محتملة تشمل:
1- فقدان الشهية
2- الأرق
3- تقلب المزاج
4- مشاكل قلبية نادرة
وأظهرت بيانات هيئة الخدمات الصحية البريطانية زيادة مستمرة في وصف هذه الأدوية، مع ارتفاع معدلات استخدامها بنسبة 18% سنويًا بين 2019 و2024.
مخاطر استخدام الأدوية قبل الامتحانات
تشير دراسات حديثة إلى أن دواء "ميثيلفينيديت" قد يزيد خطر الإصابة باضطرابات القلب بنسبة 10% خلال الأشهر الستة الأولى من الاستخدام، بالإضافة إلى ارتفاع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب.
الأمر الأكثر خطورة هو شراء بعض الطلاب لهذه الأدوية عبر الإنترنت بهدف تحسين التركيز قبل الامتحانات، دون تشخيص طبي، مما يعرضهم لمخاطر صحية غير محسوبة.
أهمية التشخيص المهني والعلاج المتكامل
يحذر الأطباء من الاعتماد على الاختبارات الذاتية عبر الإنترنت لتشخيص اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، مؤكدين ضرورة الفحص من قبل مختص نفسي معتمد.
ويشدد الخبراء على أن العلاج الدوائي يجب أن يكون جزءًا من برنامج علاجي متكامل يشمل العلاج السلوكي المعرفي لدعم بناء عادات صحية تساعد المريض على تقليل الاعتماد على الدواء مستقبلاً.
طالع أيضًا