في تصعيد لافت للخطاب الإعلامي والعسكري، أعلن الحرس الثوري الإيراني، اليوم الخميس، أن قناة "14" الإسرائيلية ستكون ضمن قائمة أهدافه خلال الأيام المقبلة، وذلك في إطار ما وصفه بـ"رد عملي مرتقب على التحركات المعادية".
تهديد مباشر وسط تصاعد التوترات
وجاء هذا الإعلان على لسان المتحدث باسم الحرس الثوري في تصريح نُشر عبر وكالة "تسنيم" الإيرانية، حيث قال إن "القناة 14 أصبحت أحد رموز الحرب النفسية التي تستهدف الشعب الإيراني، وستنال نصيبها من الرد في الوقت المناسب".
وأضاف أن "الرد لن يكون دعائيًا بل ميدانيًا وملموسًا، وستظهر نتائجه خلال الفترة القصيرة القادمة، بحسب تعبيره.
خلفيات التصعيد
تزامن هذا التصريح مع تصاعد حدة التوتر في المنطقة بعد سلسلة من الأحداث الأمنية التي تبادلت خلالها إيران وإسرائيل الاتهامات بتنفيذ هجمات سرية ومحاولات استهداف مصالح متبادلة.
ويرى مراقبون أن إدراج وسائل إعلام في قائمة الأهداف يشكل منحى جديدًا قد ينذر بتحوّلات في طبيعة المواجهة، من الجبهات العسكرية إلى ساحات التأثير الإعلامي.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
مطالب بتحييد الإعلام ومواقف دولية حذرة
في المقابل، عبّرت منظمات دولية تُعنى بحرية الصحافة، عن قلقها من هذه التصريحات، مؤكدة على ضرورة "تحييد المؤسسات الإعلامية عن أي نزاع، واحترام القوانين الدولية التي تضمن سلامة الصحفيين والمنشآت الإعلامية".
كما دعا الاتحاد الأوروبي في بيان مقتضب إلى "ضبط النفس وتجنّب أي خطوات قد توسّع دائرة المواجهة وتعقّد الوضع الإقليمي"، مشددًا على أهمية الالتزام بالقانون الدولي.
تساؤلات مفتوحة حول طبيعة الرد
لا تزال تفاصيل هذا "الرد المنتظر" غامضة، سواء من حيث طبيعته أو توقيته، وسط صمت رسمي من الجانب الإسرائيلي وعدم صدور أي توضيح من القناة المعنية.
ويرى محللون أن هذا النوع من التصريحات يهدف إلى خلق حالة ردع نفسي وإرباك في المشهد الإعلامي، لكنّه في الوقت ذاته يزيد المخاوف من انزلاق الأمور نحو دائرة استهداف الرموز المدنية.
إعلام في قلب العاصفة
في ظل هذا المناخ المشحون، يتعاظم دور الإعلام في صناعة الرأي والتأثير، لكنه في الوقت نفسه يبدو أكثر عرضة لأن يكون في مرمى التصعيد.
وقال الباحث السياسي الإيراني، الدكتور عبد المجيد راستي، في تصريح لوكالة "مهر": "الرسالة واضحة: معادلة الردع لم تعد عسكرية فقط، بل باتت تشمل الحرب النفسية والإعلامية... ونحن أمام مرحلة حساسة تتطلب إدارة حكيمة لتجنّب الانزلاق إلى منزلقات خطيرة."
طالع أيضًا: