نشرت لجنة الأخلاقيات في الكنيست سلسلة من القرارات التأديبية ضد أعضاء الكنيست أيمن عودة، عايدة توما سليمان وأحمد الطيبي، وذلك في أعقاب "تصريحات حادة ضد قوات الأمن خلال فترة الحرب".
العقوبات شملت إبعاد النائب أيمن عودة عن جلسات الهيئة العامة ولجان الكنيست لمدة أسبوعين، إضافة إلى حرمانه من راتبه، وذلك بسبب تصريحاته التي قال فيها إن "ما يقوم به الجيش هو قتل ومجازر".
"منشورات على مواقع التواصل" وراء العقوبات
أما النائبان طيبي وتوما سليمان، فقد أُبعِدا عن الكنيست لثلاثة أيام، عقب نشرهما منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تضمنت وصفًا مماثلًا للجنود الإسرائيليين.
وتأتي القرارات في سياق تصاعد الخطاب التحريضي ضد ممثلي الجماهير العربية في الكنيست، وتثير تساؤلات حول حدود حرية التعبير السياسي، وازدواجية المعايير في التعامل مع انتقادات موجهة للجيش، خصوصًا حين تصدر عن نواب عرب.
ولمزيد من التفاصيل تواصلنا ضمن برنامج "أول خبر" مع النائب أيمن عودة، الذي اتهم اليمين الإسرائيلي باستغلال الحرب الحالية لإعادة ترسيم العلاقة بين المواطنين العرب والدولة، وخلق أجواء من الخوف تشبه فترة الحكم العسكري.
وأوضح عودة أن هناك مسعى واضحاً لإعادة العرب إلى "نفسية التخويف"، مشيراً إلى أن "شرائح واسعة جداً من شعبنا فعلاً تخاف، وواضح أن الكتابات على وسائل التواصل الاجتماعي تغيرت كثيراً عن السابق".
52% من اليهود يؤيدون الطرد بالقوة
وأكد أن الوضع الحالي مقلق للغاية، مستشهداً باستطلاع نشرته صحيفة هآرتس أظهر أن "نحو 52% من الشعب اليهودي يؤيدون الطرد بالقوة".
وأشار عودة إلى أن الحكومة الحالية، بزعامة نتنياهو ووزير الأمن القومي بن غفير، تكتمل فيها "حلقة مخيفة تستحق منا الانتباه والتعامل بحكمة ومسؤولية إلى جانب الموقف الكريم دائماً".
واعتبر أن استهدافه شخصياً ومحاولات إبعاده عن الكنيست ليست سوى جزء من استراتيجية أوسع لليمين، الذي "يرى في إقصائي وسيلة لإثبات أن القرار في إسرائيل بيد الأغلبية اليهودية وليس بيد قضاة المحكمة العليا".
أيمن عودة: اليمين يسعى لمنع العرب من خوض الانتخابات
وأضاف عودة أن اليمين يسعى لمنع العرب من خوض الانتخابات أو التأثير على نتائجها، عبر نزع الشرعية عن ممثليهم أو بث الخوف في المجتمع، قائلاً:
"الليكود واليمين يريدان أن يربحا الانتخابات عن طريق منع الشرعية عنا، أو منعنا من خوض الانتخابات".
كما انتقد موقف المعارضة الإسرائيلية، معتبراً أنها "هشة وتنحني أمام الحروب والأفكار القومية"، ووجه نقداً خاصاً للقائمة الموحدة بسبب تغيّبها عن التصويت على قضايا الحرب.
وأكد عودة أن الإجراءات ضده وضد نواب عرب آخرين، مثل الإبعاد المؤقت وخصم الرواتب، تأتي ضمن حملة أوسع لنزع الشرعية عن القيادات العربية، مبيناً أن "مسار الإقصاء ينتقل من لجان الكنيست إلى الهيئة العامة، ثم إلى المحكمة العليا".
واختتم بقوله: "مواقفنا إنسانية وصحيحة لو وضعناها بأي ميزان دولي وسنقف بكرامة ونتحدى كل محاولات الإقصاء، لأن أي تراجع هو نجاح لهم وإعادة لشعبنا إلى نفسية التخويف".