قالت عنات ملا حاج، معالجة وظيفية متخصصة في الجيل الثالث والذاكرة، وطالبة دكتوراه في قسم الدماغ والأعصاب بجامعة حيفا، في برنامج "بيت العيلة"، المذاع على راديو "الشمس"، إن تأثير الحرب على كبار السن يتجاوز الأبعاد الجسدية ليصل إلى مستويات نفسية وعاطفية عميقة، مشيرة إلى أن "الوحدة القسرية، ونقص التفاعل الاجتماعي، وساعات الجلوس الطويلة أمام شاشات الأخبار، كلها عوامل تؤدي إلى تدهور في الصحة النفسية والمعرفية للمسنين".
وأضافت ملا حاج: "في حين ينشغل الجيل الشاب بمواقع التواصل الاجتماعي أو الألعاب الإلكترونية، يبقى المسنون في عزلة، يواجهون الأخبار المقلقة بمفردهم، ما يزيد من شعورهم بفقدان السيطرة والقلق المستمر".
وأوضحت أن "الدراسات الحديثة تربط بين العزلة الاجتماعية وزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر، بل وتشير إلى أن الوحدة القهرية لدى من تجاوزوا سن الخامسة والستين قد تؤدي إلى الوفاة المفاجئة، نتيجة غياب الحوار ونقل المشاعر والمعلومات مع الآخرين".
كيف نحميهم؟
وشددت ملا حاج على أهمية الدعم الاجتماعي المباشر، قائلة: "علينا أن نُشرك كبار السن في الحياة اليومية، وأن نُقنعهم بعدم البقاء وحدهم في المنزل، بل دعوتهم للانضمام إلينا في بيئة آمنة ودافئة، وهذا لا يحميهم فقط من الوحدة، بل يخفف من خطر تعرضهم للأذى أثناء محاولتهم الوصول إلى أماكن محصنة بمفردهم".
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
كما دعت إلى تعليم المسنين استخدام التكنولوجيا، مثل الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، "ليتمكنوا من التواصل مع أحبائهم، ومتابعة ما يحبونه، وحتى ممارسة بعض الألعاب التي تحفز الدماغ وتمنحهم شعورًا بالمتعة والانتماء".
مسؤوليتنا الجماعية
واختتمت ملا حاج تصريحها بالقول: "المسنون ليسوا عبئًا، بل كنزًا من التجارب والحكمة. في أوقات الحرب، لا يكفي أن نحميهم من الخطر الخارجي، بل علينا أن نحميهم من الخطر الصامت: الوحدة. وهذا يبدأ من أبسط خطوة... أن نكون إلى جانبهم".
طالع أيضًا:
العلاقة المعقدة بين الأرق والاكتئاب عند المسنين| دراسة توضح الرابط