أكّدت الهيئة العربيّة للطوارئ، أهمّيّة الحفاظ على حالة من الجهوزيّة المجتمعيّة واليقظة، مع دخول اتّفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ؛ تحسّبًا لأيّ طارئ محتمل، كما حدث خلال الساعات الأولى من الإعلان عن وقف إطلاق النار.
وحول هذا الخبر، كانت لنا مداخلة ضمن برنامج "يوم جديد"، مع إبراهيم حجازي رئيس الهيئة العربية للطوارئ، المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا واللجنة القطرية للرؤساء.
تجارب المجتمع العربي في مواجهة الأزمات
وقال حجازي إنه على مدى السنوات الست الماضية، عاش المجتمع العربي في شمال إسرائيل ظروف طوارئ متتالية، بدءاً من جائحة كورونا مروراً بهبة القدس والأقصى، وليس انتهاءً بالحرب الأخيرة مع غزة والمواجهات مع إيران.
وأضاف: "رغم ذلك، ومن رحم هذه المعاناة، خرج المجتمع أكثر صلابة وحصانة، مع تطور ملحوظ في جاهزية المؤسسات الوطنية والسلطات المحلية".
ويرى حجازي أن الحروب والكوارث أظهرت معادن المجتمع الحقيقية، رغم الألم والفقد الكبير الذي حلّ بالعائلات، مثل مأساة طمرة التي فقدت أربع نساء وبنات، وارتفاع عدد الضحايا فوق الخمسة وعشرين، إلا أن التكافل والتضامن ظهرا بوضوح، مضيفا "الناس تشاركوا الملاجئ، وساعد بعضهم بعضاً رغم الظروف الاقتصادية الصعبة، ما يعكس قيم الصلابة المجتمعية".
تحديات مستمرة ودعوة للعيش المشترك
لكن حجازي أشار إلى أن هناك تحديات لا تزال قائمة، منها بعض السلوكيات، مثل حب الاستطلاع أثناء الطوارئ، التي أكد أنها تعيق عمل فرق الإنقاذ والإسعاف، ما يتطلب مزيداً من التنظيم والتوعية في الحارات.
كما لفت إلى تطور أداء السلطات المحلية، التي بات لديها فرق متطوعة متدربة على الإسعاف الأولي والإنقاذ، ما ساهم في تحسين الاستجابة للأزمات.
وأشار إبراهيم حجازي أيضاً إلى أن الهيئة العربية للطوارئ قامت بتقسيم لجان العمل وتطوير الهيكل التنظيمي بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، ما ساهم في تحسين سرعة الاستجابة وتنسيق الجهود بين مختلف المناطق والبلدات العربية.
وأكد أن هناك تواصلاً دائماً مع المتضررين من أبناء المجتمع العربي، وأن الهيئة تتابع عن كثب احتياجاتهم وتعمل على توفير الدعم النفسي والمادي، خاصة في ظل تكرار الأزمات.
كما شدد حجازي على أهمية بناء ثقافة الطوارئ لدى الأجيال الجديدة، من خلال برامج توعية وتدريب مستمر، حتى يصبح التعامل مع الأزمات جزءاً من الحياة اليومية، وليس مجرد رد فعل مؤقت.
من ناحية أخرى، حذّر حجازي من تصاعد العنصرية في المجتمع الإسرائيلي، خاصة بعد أحداث طمرة، حيث تزايدت الشحنات العدائية تجاه المجتمع العربي.
ودعا العقلاء من الجانبين إلى العمل على تجاوز هذه الترسبات، مؤكداً أن الحروب لا تجلب إلا الدمار، وأن الفرصة متاحة أمام المجتمع الإسرائيلي لفهم أن العيش المشترك هو الحل الوحيد للخروج من دائرة العنف.
وأخيراً، شدّد حجازي على أهمية استخلاص العبر من كل أزمة، وتطوير نهج التعامل مع الطوارئ، بما يضمن حماية المجتمع وتعزيز تماسكه في مواجهة التحديات القادمة.