شهد الكونغرس الأمريكي، اليوم، حالة من الانقسام السياسي عقب أول إفادة سرية قدمها مسؤولون بارزون في الإدارة الأمريكية حول قرار الرئيس دونالد ترامب بشن ضربات جوية استهدفت ثلاثة مواقع نووية إيرانية، في خطوة أثارت جدلًا واسعًا حول مدى فاعلية العملية ومستقبل الانخراط العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط.
إفادات متباينة وردود فعل متضاربة
شارك في الإفادة كل من مدير وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف، ووزيري الخارجية ماركو روبيو والدفاع بيت هيغسيث، إضافة إلى رئيس هيئة الأركان المشتركة دان كين.
وأكد بعض أعضاء الحزب الجمهوري، عقب مغادرتهم الجلسة، أن الضربات "أضعفت بشكل كبير" البرنامج النووي الإيراني، بينما أعرب ديمقراطيون عن شكوكهم في مدى تأثيرها الفعلي، مشيرين إلى أن "قدرات إيران لا تزال قائمة".
مطالب بتفويض مسبق وتقييم استخباراتي متناقض
أثار عدد من النواب تساؤلات حول قانونية الضربات، مؤكدين أن الرئيس ترامب لم يحصل على تفويض من الكونغرس قبل تنفيذ العملية.
كما طالبوا بالكشف عن الأسس الاستخباراتية التي استند إليها القرار، خاصة بعد صدور تقرير أولي يشير إلى أن الضربات أخرت البرنامج النووي الإيراني لبضعة أشهر فقط، وهو ما يتناقض مع تصريحات ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
البيت الأبيض يدافع والبنتاغون يصف العملية بـ"الناجحة"
في مؤتمر صحفي عقده وزير الدفاع بيت هيغسيث، وصف الضربات بأنها "ناجحة بالمقاييس التاريخية"، مؤكدًا أن المنشآت المستهدفة "دُمرت بالكامل".
كما أصدرت مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد بيانًا يدعم تقييم البيت الأبيض، مشيرة إلى أن "العملية حققت أهدافها بدقة".
انقسام سياسي يعكس تعقيد المشهد
تعكس هذه التطورات حجم الانقسام داخل المؤسسة التشريعية الأمريكية بشأن السياسة تجاه إيران، وتسلط الضوء على التحديات التي تواجه الإدارة في تبرير تحركاتها العسكرية.
وبينما يرى البعض أن الضربات كانت ضرورية لحماية الأمن القومي، يحذر آخرون من تداعياتها على الاستقرار الإقليمي.
طالع أيضًا:
وزير الأمن الإسرائيلي: خامنئي نجا من الاستهداف بالنزول إلى أعماق الأرض
