أقامت إيران صباح اليوم السبت مراسم تشييع رسمية لـ 60 من القادة العسكريين والعلماء النوويين الذين ارتقوا خلال القصف الإسرائيلي الأخير، وذلك في أعقاب المواجهة العسكرية التي استمرت 12 يومًا بين الجانبين.
من "الثورة" إلى "الحرية": موكب التشييع يجوب قلب طهران
انطلقت مراسم التشييع عند الساعة الثامنة صباحًا من ساحة انقلاب (الثورة) وسط العاصمة طهران، حيث تجمعت حشود ضخمة للمشاركة في وداع من ارتقوا خلال الضربات الجوية.
ووفقًا لما أعلنه محسن محمودي، مسؤول في محافظة طهران، فإن الموكب سيتجه نحو ساحة آزادي (الحرية)، التي تبعد 11 كيلومترًا، حيث ستُقام مراسم ختامية رمزية.
وقال محمودي في تصريحات للتلفزيون الرسمي مساء الجمعة: "سيكون يومًا تاريخيًا لإيران الإسلامية ولتاريخ الثورة، حيث نودّع نخبة من القادة والعلماء الذين قدموا حياتهم في سبيل وطنهم."
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
خسائر فادحة في الصفوف العليا
من بين الذين ارتقوا، رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة محمد باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، إلى جانب أمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجوفضائية في الحرس الثوري، كما ارتقت زوجة باقري وابنته فرشته، وهي صحافية معروفة في إحدى وسائل الإعلام الإيرانية.
وتضم قائمة التشييع أيضًا 30 ضابطًا كبيرًا وعددًا من العلماء النوويين، أبرزهم محمد مهندي طهرانجي وزوجته، كما شملت القائمة أربع نساء وأربعة أطفال، ما يعكس الطابع الواسع للضربات التي طالت أهدافًا متعددة.
وقف إطلاق نار هش وتهديدات متبادلة
يسري منذ الثلاثاء وقف لإطلاق النار أعلن عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد أن شنت إسرائيل حملة جوية استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت نووية داخل إيران.
كما نفذت الولايات المتحدة ضربات على ثلاثة مواقع نووية رئيسية، ما دفع طهران إلى الرد بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة نحو إسرائيل، وصواريخ أخرى باتجاه قاعدة أميركية في قطر.
وفي تصريح جديد، هدد ترامب بمهاجمة إيران مجددًا، ما يثير مخاوف من تجدد التصعيد في أي لحظة.
خامنئي قد يؤمّ صلاة الجنازة
رغم أن السلطات لم تؤكد بعد، إلا أن التوقعات تشير إلى احتمال أن يؤمّ المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، آية الله علي خامنئي، صلاة الجنازة، وهو ما يُعد تقليدًا متبعًا في وداع الشخصيات البارزة في البلاد.
إيران تودّع قادتها والعالم يترقب
مع ارتقاء هذا العدد الكبير من القادة والعلماء، تدخل إيران مرحلة جديدة من الحداد الوطني، وسط ترقب دولي لما ستؤول إليه الأوضاع.
وفي بيان لوزارة الصحة الإيرانية، أكدت أن الضربات أسفرت عن مقتل 627 مدنيًا على الأقل، ما يعكس حجم الكلفة البشرية للمواجهة الأخيرة.
وقال محمودي في ختام تصريحه: "هؤلاء الأبطال سيبقون في ذاكرة الأمة، وما جرى لن يمر دون حساب."
طالع أيضًا: