أكد الصحفي السوري حيدر مخلوف أن الشارع السوري غير مستعد بأي شكل للتطبيع أو توقيع أي اتفاقية سلام مع إسرائيل، مشددًا على أن المزاج الشعبي يرفض هذا التوجه تمامًا.
وأوضح مخلوف، في مداخلة ضمن برنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، أن الأمر يختلف على المستوى الحكومي، حيث يرى أن هناك رغبة رسمية واضحة في الذهاب أبعد من التطبيع.
وقال: "الحكومة متواطئة جدًا مع إسرائيل وترغب بالذهاب نحو تطبيع، لكن لن يجرؤ أحد على التوقيع وسط هذا السخط الشعبي الكبير".
وأشار إلى أن كل ما كان يُسوق له من شعارات مثل "بعد دمشق القدس" توقف عند دمشق فقط، في حين سكتت الحكومة عن كل الانتهاكات الإسرائيلية للأراضي والأجواء السورية، وتدمير مقدرات الجيش السوري بشكل كامل.
مخلوف: إسرائيل تسعى لجعل سوريا نسخة من لبنان
وأضاف مخلوف أن الجيش الإسرائيلي يسعى بكل قوة لجعل سوريا مثل لبنان، "ممنوع عنها وجود ذاك السلاح الذي من الممكن أن يقلق وجه إسرائيل"، مستعرضًا مشاهد حديثة من جبلة حيث كانت كمية الصواريخ التي أطلقت واضحة للجميع.
ولفت إلى أن إسرائيل لن تتراجع عن الجولان أو جبل الشيخ، حتى لو انسحبت من بعض المناطق في ريف القنيطرة أو ريف دمشق أو درعا، معتبرًا أن هناك خطوط اشتباك جديدة ترسم اتفاقيات بالخفاء دون إعلان دبلوماسي أو سياسي رسمي.
وتابع مخلوف أن التطبيع الدبلوماسي الكامل غير وارد إطلاقًا، "لأن الواقع الشعبي في سوريا مغاير تمامًا لبعض البلدان الأخرى"، مؤكدًا أن أي محاولة لفرض التطبيع ستصطدم برفض شعبي عميق.
وأوضح أن المعارضة السورية في الخارج تذهب باتجاه إسرائيل، بينما الموالون للنظام يبقون في دمشق، ولا يمكن الحديث عن شعب سوري موحد في هذا الملف بل عن فئات سياسية متصارعة، معتبرًا أن "هذه النظرية السياسية معيبة أخلاقيًا وشعبيًا غير مقبولة أبدًا".
وفي رده على سؤال حول ما إذا كان ملف السلام مع إسرائيل يشغل المواطن السوري العادي، قال مخلوف إن الأولويات الشعبية اليوم هي لقمة العيش والأمان الشخصي وتوفير المواد الأساسية.
السوريون يفضلون المقاومة على التنازل عن حقوقهم التاريخية
وأضاف: "من جاع خمسين عامًا على مدى النظامين السابقين في سوريا لن يكتفي اليوم ويقول ساضيع الخمسين سنة الماضية لكي أذهب باتجاه سلام".
وأكد أن الوضع الاقتصادي لم يتغير كثيرًا منذ السبعينيات، وأن السوريين عاشوا سنوات رفاه قليلة فقط بين 2006 و2010، لكن بقيت المعاناة مستمرة.
واختتم مخلوف حديثه بالتأكيد على أن السوريين سيواصلون المقاومة من أجل استعادة نبضهم الوطني، ولن يفرطوا في حقوقهم التاريخية مهما طال أمد المعاناة،
مشددًا على أن "السوري مقاوم كل عمره وما حدا فيه يزاود على حدا.. معلش سنتين كمان مقاومة ما منضيع خمسين سنة".