قال الصحافي السوري حيدر مخلوف إن الأرقام التي تتحدث عن عودة أعداد كبيرة من النازحين السوريين إلى بلادهم "مبالغ فيها"، موضحًا أن الحركة الفعلية للعودة تقتصر على فئات محددة جرى اختيارها "بعناية سياسية" أكثر منها إنسانية.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن ما يجري اليوم هو "عودة انتقائية" لسوريين من تركيا ولبنان والأردن، مشيرًا إلى أن نحو نصف مليون شخص فقط عادوا من تركيا خلال الأشهر الأخيرة، وليس كما صرّح وزير الداخلية التركي مؤخرًا.
وأضاف أن معظم العائدين تم اختيارهم وفق معايير الولاء أو بهدف إحداث تغييرات ديمغرافية في مناطق محددة مثل ريف حلب الشمالي وريف حماة.
وأكد أن هذه المناطق مدمرة بشكل واسع بعد أكثر من 14 عامًا من القصف، ولا تتوافر فيها بنى تحتية صالحة للسكن، متسائلًا: "إلى أين يمكن أن يعود هؤلاء؟".
حيدر مخلوف: الحكومة السورية تتاجر بملف اللاجئين
وتابع: "الحكومة السورية تتاجر بملف اللاجئين، تمامًا كما تفعل بعض الدول المجاورة التي تستخدم الملف لأغراض سياسية داخلية".
ولفت مخلوف إلى أن دمشق اليوم مكتظة بالنازحين، ما جعلها تعاني من أزمة سكن ومعيشة خانقة، فيما تفتقر الحكومة لأي خطة لإعادة الإعمار أو تأهيل المناطق المدمرة.
وتابع: "قرى بأكملها دُمرت في الغوطة الشرقية عام 2016، وما زالت حتى اليوم ركامًا لا يمكن تحديد مواقع المنازل فيها".
وأضاف أن ما يجري حاليًا في الداخل السوري يمثل "نزوحًا داخليًا معكوسًا"، إذ انتقلت عائلات من مناطق الساحل إلى العاصمة، فيما تم توطين آخرين مكانهم في مناطق جديدة ضمن تغييرات ديمغرافية واضحة.