شهدت مدينة إسطنبول، صدامات عنيفة بين محتجين وقوات الشرطة، على خلفية نشر رسم كاريكاتوري اعتُبر "مسيئًا للنبي محمد" في مجلة تركية ساخرة، وأسفرت الأحداث عن اعتقال رسام الكاريكاتور وثلاثة من زملائه الصحافيين، وسط تصاعد التوترات والغضب الشعبي.
احتجاجات غاضبة وتدخل أمني عنيف
اندلعت الاحتجاجات بعد انتشار الرسم في عدد 26 يونيو من مجلة "ليمان"، حيث تجمع العشرات أمام حانة يرتادها موظفو المجلة في وسط إسطنبول، قامت الشرطة بتفريق المتظاهرين باستخدام الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى مواجهات استمرت لساعات، وشارك فيها ما بين 250 و300 شخص.
اعتقالات وتحقيقات رسمية
أعلن وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، عن توقيف رسام الكاريكاتور ومدير المجلة ورئيس تحريرها ومصمم الغرافيك، مؤكدًا أنهم "سيُقدّمون للعدالة"، كما نشر الوزير مقاطع فيديو توثق لحظة اعتقالهم من منازلهم، وكتب على منصة "إكس": "تم القبض على المدعو د.ب. الذي رسم هذا الكاريكاتير المنحط، واحتجازه مع زملائه بتهمة ارتكاب جريمة رسم النبي".
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
ومن جهته، أعلن وزير العدل يلماز تونج فتح تحقيق بتهمة "إهانة القيم الدينية علنًا"، محذرًا من أن "الإساءة إلى النبي محمد تهدد السلم الاجتماعي".
المجلة تدافع وتوضح.. "سوء فهم متعمد"
في ردها على الاتهامات، أكدت مجلة "ليمان" أن الرسم لا يصور النبي محمد، بل يُظهر رجلًا مسلمًا اسمه محمد قُتل خلال قصف، وأن العمل كان يهدف إلى التعبير عن التضامن مع الضحايا. وقال رئيس تحرير المجلة، تونجاي أكغون: "الرسم فُسّر بشكل خاطئ. لم نكن لنخاطر أبدًا بالإساءة إلى النبي. أكثر من 200 مليون شخص في العالم يحملون اسم محمد".
وأضافت المجلة في بيان لها: "نرفض الوصمة التي فُرضت علينا. الهدف من الرسم كان إنسانيًا بحتًا، وليس دينيًا أو استفزازيًا".
بين حرية التعبير واحترام المقدسات
تسلّط هذه الحادثة الضوء على التوتر القائم بين حرية التعبير واحترام الرموز الدينية في تركيا، حيث تتكرر المواجهات حول قضايا مشابهة، وبينما تتواصل التحقيقات، يبقى الشارع التركي منقسمًا بين من يرى في الرسم إساءة صريحة، ومن يعتبره تعبيرًا فنيًا أُسيء فهمه عمدًا.
طالع أيضًا:
لقاء سوري أميركي في إسطنبول يبحث رفع العقوبات ومكافحة الإرهاب