شن الطيران الحربي الإسرائيلي، سلسلة غارات جوية عنيفة استهدفت مواقع عسكرية تابعة للجيش السوري في شمال غرب وجنوب البلاد، في تصعيد لافت يتزامن مع تطورات ميدانية متسارعة في محافظة السويداء.
وتركزت الضربات على اللواءين 107 و132 في قرية بزامل بريف اللاذقية، حيث سُجلت انفجارات ضخمة داخل المواقع المستهدفة، وسط حالة من الاستنفار العسكري في المنطقة. كما طالت الغارات بلدات في ريف دمشق، أبرزها قطنا، إضافة إلى مدينة درعا والطريق الدولي القريب منها، ومناطق في ريفي درعا والسويداء.
استهداف مباشر لمواقع حساسة في العاصمة
جاءت هذه الغارات بعد أقل من 24 ساعة على ضربات جوية كثيفة نفذها سلاح الجو الإسرائيلي على العاصمة دمشق، حيث استهدفت مقري وزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة، إضافة إلى محيط القصر الرئاسي، ما أدى إلى أضرار مادية كبيرة، دون الإعلان عن حصيلة دقيقة للخسائر البشرية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن الهجمات، مؤكداً أنها استهدفت "أهدافاً عسكرية تابعة للنظام السوري"، مشيرًا إلى أن أحد المواقع المستهدفة يقع في محيط القصر الرئاسي.
عرقلة قافلة طبية وتفاقم الوضع الإنساني
في تطور ميداني خطير، أفادت مصادر محلية في السويداء أن الطيران الإسرائيلي عرقل دخول قافلة طبية إلى المحافظة، بعدما استهدف كل تحرك للمركبات في المنطقة، ما فاقم الأوضاع الإنسانية في ظل استمرار التوتر الأمني.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
وقالت مصادر طبية إن "الفرق كانت في طريقها لتقديم الدعم للمراكز الصحية في السويداء، لكن القصف الجوي أجبرها على التراجع، وسط مخاوف من استهداف مباشر".
تصريحات زامير: لا مكان للفوضى على الحدود
خلال جولة ميدانية على الحدود السورية، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، إن الجيش يعمل "بكل حزم لمنع تمركز جهات معادية خلف الحدود"، مضيفًا: "لن نسمح لجنوب سورية بأن يتحول إلى معقل للإرهاب، ولن نعتمد على أحد في حماية البلدات الحدودية أو في ضمان أمن الدروز. لا مكان للفوضى على السياج الحدودي."
وأشار زامير إلى أن العمليات العسكرية تتركز منذ يوم الثلاثاء على مواقع في محافظة السويداء، وامتدت لاحقًا إلى دمشق ومحيطها، في محاولة لردع ما وصفه بـ"التموضع المعادي على الجبهة الشمالية".
والتصعيد العسكري الإسرائيلي في سوريا يُنذر بمزيد من التوتر في الجنوب السوري، خاصة في ظل تعقّد المشهد في السويداء، وتداخل الأبعاد الأمنية والإنسانية. وبين الغارات الجوية والتصريحات السياسية، يبقى المدنيون في قلب الأزمة، وسط غياب أي تحرك دولي فعّال لوقف استهداف البنية العسكرية والمدنية في البلاد.
طالع أيضًا: