قال الصحفي ربيع عيد إن البيان المشترك الصادر عن 25 دولة، بينها بريطانيا وفرنسا وعدد من الدول الأوروبية، يمثل خطوة دبلوماسية لافتة أظهرت قلقًا متناميًا من استمرار القيود المفروضة على إدخال المساعدات إلى قطاع غزة وقتل المدنيين.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس: "البيان استنكر توزيع المساعدات ببطء وانتقد ما سماه نموذج المدينة الإنسانية المفروض على القطاع من الجانب الإسرائيلي، معتبرًا أن هذه السياسة تهدف إلى تهجير السكان قسريًا، لكنها -حتى الآن- لم تترجم إلى خطوات عملية أو إجراءات فعلية بحق إسرائيل".
وأوضح عيد أن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أعلن أن بريطانيا ستلجأ لمزيد من العقوبات حال استمرار الحرب، مشيرًا إلى خطوات محدودة اتخذتها لندن كوقف المحادثات التجارية وفرض عقوبات على بعض المستوطنين.
وتابع: "الحكومة البريطانية تواصل استضافة قادة عسكريين إسرائيليين في الوقت الذي تعلن فيه إدانتها لفظيًا للممارسات الإسرائيلية".
كما تطرق إلى إعلان بريطانيا تقديم 60 مليون جنيه إسترليني كمساعدات لغزة، لكنه اعتبر أن موضوع الحرب وصراعات الضغط السياسي تفوق النقاش حول الأموال والمساعدات.
"المواقف الرسمية لا تعكس زخم الشارع"
أضاف عيد أن المواقف الرسمية البريطانية لا تعكس حجم الزخم المستمر في الشارع، فقد وصف موجة التضامن مع غزة بكونها "واحدة من أطول الحركات الشعبية الاحتجاجية بعمر التاريخ البريطاني" مشيرًا إلى عدم تراجع الحراك، وأن المظاهرات الأخيرة جمعت ما لا يقل عن 100 إلى 150 ألف مشارك في لندن.
وأكد عيد أن "صورة إسرائيل تزداد سوءًا في الأوساط البريطانية والشعبية، مع تصاعد الدعوات لحظر شامل للأسلحة والمقاطعة ووقف العدوان".
وأشار في الختام إلى أن التحالف المتجذر تاريخيًا بين بريطانيا وإسرائيل، والمصالح الأمنية والصناعية المشتركة، يفسر غياب خطوات سياسية رادعة رغم تصاعد الغضب الشعبي.
ماذا حدث؟
كانت بريطانيا ونحو 25 دولة من حلفائها بيانًا يعد الأول من نوعه ويتبنى لهجة شديدة، وطالب بضرورة وقف الحرب على قطاع غزة فورا واستئناف المساعدات.
وانتقد البيان الآلية الأمريكية - الإسرائيلية لتوزيع المساعدات، مطالبا بسرعة السماح للأمم المتحدة بتنفيذ إغاثة عاجلة.
من جانبه، أعرب وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي عن "فزعه واشمئزازه" من الاستهداف "الشنيع" للفلسطينيين الجائعين الذين يسعون للحصول على الطعام من قبل الجيش الإسرائيلي، محذرًا من فرض عقوبات إضافية إذا لم تنتهِ.