أعلنت الولايات المتحدة سحب وفدها من مفاوضات التهدئة الجارية في العاصمة القطرية الدوحة، وسط تساؤلات حول مستقبل المسار التفاوضي، وما إذا كانت حركة "حماس" قد أضاعت فرصة التوصل إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار، بعد أشهر من المحادثات المعقدة والضغوط الإقليمية والدولية.
الوفد الأميركي يغادر: أسباب غير معلنة
مصادر دبلوماسية مطلعة أكدت أن الوفد الأميركي غادر الدوحة بشكل مفاجئ، دون إصدار بيان رسمي يوضح أسباب الانسحاب، ورغم أن بعض التسريبات تشير إلى "عدم وجود تقدم ملموس في المفاوضات"، فإن أطرافًا مشاركة في الوساطة نفت وجود تعثر حقيقي، مشيرة إلى أن الرد الأخير الذي قدمته حماس كان "متوازنًا ويستحق الدراسة".
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
حماس: تعاملنا بمسؤولية وطنية
من جانبها، أكدت حركة حماس أنها قدمت ردها الأخير بعد مشاورات موسعة مع الفصائل الفلسطينية والوسطاء والدول الصديقة، وتعاملت مع جميع الملاحظات بإيجابية، وقالت في بيان رسمي: "تعاملنا منذ بداية المسار التفاوضي بكل مسؤولية وطنية ومرونة، وحرصنا على التوصل إلى اتفاق يوقف الحرب وينهي معاناة شعبنا في غزة".
وأضافت الحركة أنها لا تزال ملتزمة باستكمال المفاوضات والانخراط فيها بما يسهم في تذليل العقبات، مشددة على أن الانسحاب الأميركي لا يعني نهاية المسار، بل يستدعي تكثيف الجهود من الأطراف الأخرى.
الوسطاء: الرد الفلسطيني كان إيجابيًا
وسطاء من مصر وقطر عبّروا عن ارتياحهم لموقف حماس، وأكدوا أن الرد الذي قدمته الحركة تضمن نقاطًا قابلة للبناء عليها، وأن الانسحاب الأميركي قد يكون مرتبطًا بحسابات داخلية أو ضغوط سياسية، وليس بالضرورة رفضًا للموقف الفلسطيني.
فرصة لم تُغلق بعد
رغم انسحاب الوفد الأميركي، لا تزال نافذة التهدئة مفتوحة، وفق ما تؤكده الأطراف الوسيطة، ويبدو أن الحديث عن "فرصة ضائعة" سابق لأوانه، خاصة في ظل استمرار الاتصالات غير المباشرة، والرغبة الإقليمية في إنهاء الأزمة الإنسانية في غزة.
طالع أيضًا:
حماس ترد على تصريحات ويتكوف: ملتزمون بمفاوضات وقف إطلاق النار
