في مقال نُشر اليوم الجمعة في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، دعا مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، الحكومة الإسرائيلية إلى إنهاء الحرب في غزة بشكل كامل، والشروع فوراً في تنفيذ صفقة تبادل شاملة تُعيد جميع الرهائن الإسرائيليين، مقابل وقف دائم لإطلاق النار، وتحقيق انفراجة إنسانية عاجلة.
وأكد سوليفان أن "إسرائيل قوية اليوم، وأعداؤها ضعفاء"، لكنّها بحسب تعبيره لم تُترجم إنجازاتها العسكرية إلى استراتيجية تحقق لها الأمن والاستقرار طويل الأمد.
استمرار القتال ستُغرق إسرائيل في حرب بلا نهاية
وحذر من أن مواصلة القتال ستُغرق إسرائيل في حرب بلا نهاية تُفاقم المأساة الإنسانية، وتزيد من عزلتها الدولية.
واعتبر سوليفان أن القادة الإسرائيليين يتجهون نحو حرب لن تحقق أي إنجاز عسكري فعّال، لكنها ستكلف آلاف الأرواح من الأبرياء الفلسطينيين، وستخلف دماراً طويل الأمد، داعياً إلى تقديم مقترح شجاع وفوريبإنه اء الحرب مقابل إعادة جميع الرهائن، دون مراحل أو تهديدات مستقبلية باستئناف القتال.
انتقال الإدارة المدنية في غزة لجهة فلسطينية مدعومة إقليمياً
وشدد على ضرورة أن تتضمن الصفقة انتقال الإدارة المدنية في غزة إلى جهة فلسطينية تحظى بدعم إقليمي، مع التزام المجتمع الدولي بإعادة إعمار القطاع.
وأوضح أن الولايات المتحدة قادرة على ممارسة ضغط على حماس لقبول هذا الطرح، كما أن التجربة اللبنانية تثبت أن إسرائيل يمكنها تحقيق أمنها دون القضاء الكامل على كل المقاتلين.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
وفي ما يتعلق بالمجاعة المتفاقمة، حمل سوليفان إسرائيل مسؤولية الوضع الإنساني الكارثي في غزة، قائلاً إن "الحقيقة هي أن إسرائيل، بصفتها الطرف المسيطر عسكرياً، تتحمل واجب تمكين الإغاثة وتوفير ظروف آمنة لتوزيع المساعدات".
وأضاف: "المقياس الحقيقي ليس النوايا أو الجهود، بل النتائج إذا كانت المساعدات لا تصل إلى المحتاجين، فعلى إسرائيل أن تضمن وصولها وعليها أن تتعامل مع الأزمة الإنسانية كما تتعامل مع القضايا الأمنية التي توليها اهتماماً بالغاً".
تحذيرات من استمرار الحرب
وحذّر سوليفان من أن الاستمرار في الحرب سيؤدي إلى دفع إسرائيل نحو خيار مدمر تقوده أطراف يمينية متطرفة، هدفها تدمير غزة، وتقليص سكانها، وفرض واقع استيطاني جديد، وهو أمر سيؤدي إلى فقدان الدعم الدولي والأخلاقي، حتى من أقرب حلفاء إسرائيل.
وختم سوليفان مقاله بالتشديد على أن "المعاناة لن تنتهي ما دامت الحرب مستمرة ولا يمكن تبرير المجاعة الجماعية، لذلك فإن الطريق الوحيد نحو الأمن والكرامة الإنسانية هو وقف الحرب بالكامل، وإعادة جميع الرهائن، وبناء مستقبل مختلف لغزة والمنطقة بأكملها".
اقرأ أيضا