اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ،صباح اليوم الأحد، المسجد الأقصى المبارك برفقة عدد من أتباعه، وسط إجراءات أمنية مشددة فرضتها الشرطة الإسرائيلية في محيط الحرم القدسي الشريف.
تصعيد غير مسبوق في المسجد الأقصى
أدان التجمّع الوطني الديمقراطي بأشد العبارات اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، لباحات المسجد الأقصى المبارك، برفقة مجموعة من المستوطنين، وأداءه صلاة علنية فيه. واعتبر التجمّع أن هذه الخطوة تمثل سابقة خطيرة، إذ يُعد بن غفير أول وزير يقدم على هذه الممارسة منذ قرون، في محاولة لفرض أمر واقع جديد وكسر الحصرية الإسلامية للمسجد.
محاولة لفرض التقسيم الزماني والمكاني
وأكد التجمّع أن ما جرى يُعد تصعيدًا مقصودًا، يهدف إلى فرض التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى، على غرار ما حدث في الحرم الإبراهيمي الشريف بمدينة الخليل.
كما أشار إلى أن هذه الخطوة تأتي في سياق مشروع سياسي يسعى إلى جرّ المنطقة نحو مزيد من التوتر، وإفشال أي جهود لإنهاء التصعيد في غزة أو فتح أفق سياسي قائم على الحقوق الفلسطينية المشروعة.
دعوة لتحرك شعبي ورسمي عاجل
وشدد التجمّع الوطني الديمقراطي على أن المسجد الأقصى المبارك هو حق خالص للمسلمين، ورمز للسيادة الفلسطينية، وأن ما يتعرض له من انتهاكات يتطلب موقفًا فلسطينيًا وعربيًا وإسلاميًا حازمًا.
ودعا إلى تعزيز الحراك الشعبي، من خلال شدّ الرحال إلى القدس، وتكثيف التواجد في المسجد الأقصى دعمًا لأهله، وحماية له من مخططات التهويد والتقسيم.
بيان ختامي وتحذير من تداعيات التصعيد
وفي ختام بيانه، حذّر التجمّع من أن استمرار هذه الانتهاكات قد يؤدي إلى تفجر الأوضاع في القدس والمنطقة بأسرها، داعيًا إلى موقف دولي واضح لوقف هذه السياسات. وجاء في البيان: "إن ما يقوم به الوزير بن غفير هو استفزاز ممنهج، يهدد استقرار القدس ويقوض فرص السلام. المسجد الأقصى ليس ساحة للمزايدات السياسية، بل هو معلم ديني وتاريخي يجب احترامه وصونه."
تحرك مفاجئ يثير ردود فعل واسعة في القدس
التحرك جاء دون تنسيق مسبق مع الجهات الدينية المسؤولة عن إدارة المسجد، ما اعتبرته شخصيات دينية ومجتمعية محاولة لتغيير الوضع القائم في المكان المقدس.
جولة داخل باحات المسجد وسط تعزيزات أمنية
بحسب مصادر محلية، قام بن غفير بجولة داخل ساحات المسجد الأقصى، ترافقه مجموعة من كبار الضباط وعناصر أمنية، حيث انتشر أكثر من مئة عنصر في محيط المسجد لتأمين الزيارة.
وقد فرضت الشرطة قيودًا على دخول المصلين الفلسطينيين، واحتجزت هويات بعضهم عند المداخل الخارجية، ما زاد من حالة التوتر في المكان.
2228 مستوطنًا يقتحمون المسجد ويؤدون طقوسًا تلمودية ورقصات علنية
واقتحم 2228 مستوطنا المسجد الأقصى المبارك خلال الفترة الصباحية، في واحدة من أوسع حملات الاقتحام المنظمة التي شهدها الحرم خلال الفترة الأخيرة.
ورافق المقتحمين صلوات تلمودية، ورقصات، وهتافات صاخبة عمت أرجاء المسجد في مشهد استفزازي غير مسبوق.
ردود فعل رسمية ودينية
وزارة الأوقاف الإسلامية في القدس أدانت هذه الخطوة، مؤكدة أن المسجد الأقصى المبارك بكامل مساحته البالغة 144 دونمًا هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن إدارة شؤونه من اختصاص وزارة الأوقاف الأردنية.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
كما عبّرت الخارجية الأردنية عن رفضها الشديد لما وصفته بـ"الممارسات الاستفزازية"، مشيرة إلى أن هذه التحركات تمثل خرقًا واضحًا للقانون الدولي.
دعوات للتصدي لمحاولات فرض واقع جديد
شخصيات دينية ومجتمعية في القدس دعت الفلسطينيين إلى التوافد والرباط في المسجد الأقصى، رفضًا لما وصفوه بمحاولات "فرض واقع جديد" وتقسيم زماني ومكاني للحرم.
وتأتي هذه الدعوات في ظل تصاعد التوتر في المدينة، وتكرار زيارات مسؤولين إسرائيليين للحرم الشريف.
المسجد الأقصى في قلب الصراع الرمزي
يبقى المسجد الأقصى المبارك رمزًا دينيًا وتاريخيًا يحظى بمكانة خاصة لدى المسلمين حول العالم، وتكرار مثل هذه التحركات يهدد بتأجيج المشاعر وتوسيع دائرة التوتر.
وفي بيان صادر عن دائرة الأوقاف الإسلامية، جاء فيه:"نؤكد أن المسجد الأقصى المبارك هو وقف إسلامي خالص، وأي محاولة لتغيير الوضع القائم فيه مرفوضة جملة وتفصيلًا، ونطالب الجهات الدولية بالتدخل لحماية حرمة المكان المقدس."
طالع أيضًا:
هولندا تمنع دخول وزيري الحكومة الإسرائيلية بن غفير وسموتريتش إلى بلادها
