سلط الدكتور محمود الأفندي، المختص في الشأن الروسي، الضوء على الضغوط المتزايدة التي تتعرض لها إدارة الرئيس ترامب للانخراط مجددًا في الصراع الأوكراني-الروسي بعد فترة من الانسحاب الأمريكي وتسليم الملف الأوروبي إلى أوروبا.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن واشنطن ما تزال تلعب بسلاح العقوبات الاقتصادية التي أصبحت أقل فاعلية على روسيا والدول المتحالفة معها، مشيرًا إلى تنسيق أمريكي-أوروبي لتقليص فترات دعم أوكرانيا وصولاً إلى خطوات سياسية واقتصادية خالصة.
واعتبر الأفندي أن تصريحات الرئيس ترامب الأخيرة تصب ضمن لعبة "الشرطي السيئ والشرطي الطيب"، موضحًا أن هذه التصريحات تندرج ضمن إطار إرضاء الضغوط الأوروبية والدولة العميقة، دون خطوات فعلية لدعم أوكرانيا بالسلاح أو تعزيز قوتها الدفاعية.
وفي المقابل، رأى أن تهديدات مدفيديف الأخيرة حول امتلاك روسيا لقدرات تصل عمق الولايات المتحدة ليست سوى تصعيد إعلامي وحرب نفسية تعيد إلى الأذهان أجواء الحرب الباردة، فكل طرف يحاول رفع سقف التهديدات دون نية فعلية للدفع نحو مواجهة نووية كارثية.
وذكر الأفندي أن الولايات المتحدة الآن تكتفي بتقديم دعم سياسي واستخباراتي محدود لأوكرانيا، بينما تركت كييف تعاني من نقص حاد في منظومات الدفاع الجوي ما أفسح المجال لتقدم روسي واسع وسيطرة جوية شبه كاملة.
وأشار إلى أن الهجمات الروسية الأخيرة شهدت نجاحًا كبيرًا بسبب تلك الثغرات، حيث لم تتجاوز نسبة التصدي الأوكرانية 1% من الهجمات مقارنة بـ40% العام الماضي.
يرى الأفندي أن تهديدات ترامب بالتصعيد أو فرض العقوبات لا تعني في الواقع تغيير المعادلة الميدانية، بل تمثل ورقة ضغط لكسب مواقف الحلفاء كالهند وتركيا والصين. ويخلص الأفندي إلى أن ترامب لا يرغب ببذل جهد عسكري أو مالي لصالح أوكرانيا، معتبراً أن هذه الحرب ليست حربه بل هي "حرب بايدن".