ذكر موقع "واي نت" العبري أن جلسة عقدتها قيادة الجيش الإسرائيلي خلال الأيام الأخيرة شهدت أجواء مشحونة وخلافات حادة بين كبار الضباط، على خلفية تباين المواقف بشأن سياسة القصف في قطاع غزة.
وبحسب التقرير، شارك قائد لواء الجنوب، يانيف عاسور، في الجلسة عبر تقنية الفيديو من معسكره في بئر السبع، حيث طرح قضية التوتر القائم بين قيادته وسلاح الجو حول الاستراتيجية التي اعتمدها خلال الأشهر الماضية في تنفيذ الهجمات الجوية على القطاع.
هجمات تسببت في مقتل المدنيين
وأشار الصحفي الإسرائيلي نداف أيال في تقرير سابق إلى أن هذه السياسة التي وضعها عاسور أثارت جدلاً واسعاً، بعد ورود شهادات وادعاءات بأن الهجمات تسببت في مقتل مئات المدنيين الفلسطينيين الذين لا علاقة لهم بالقتال.
وخلال الجلسة، أكد الموقع أن قائد سلاح الجو، اللواء تومير بار، يصادق شخصياً على الهجمات الجوية في غزة، وطلب من عاسور التوقف عن معارضة هذه العمليات أو التراجع عن قرارات القيادة العليا.
وشارك في الاجتماع أكثر من 20 ضابطاً رفيع المستوى، لكن النقاش سرعان ما تحول إلى جدال حاد تخلله تبادل للصراخ.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
تل أبيب منفصلة عما يجري على الأرض
وأوضحت "واي نت" أن اللواء بار برر تدخله المتكرر في قرارات لواء الجنوب بغياب المهنية في بعض الهجمات التي طُلب تنفيذها، ما دفع عاسور للرد بحدة قائلاً: "أنتم في تل أبيب منفصلون عما يجري على الأرض".
وهنا تدخل رئيس الأركان، أمير زمير، لاحتواء الخلاف، مطالباً عاسور بالامتناع عن استخدام مثل هذه العبارات، واصفاً إياها بأنها "غير مقبولة".
ويأتي هذا الجدل في وقت يتعرض فيه الجيش الإسرائيلي لانتقادات داخلية بشأن العملية العسكرية الأخيرة المسماة "مركبات جدعون"، والتي اعتبرتها أوساط إسرائيلية فاشلة في تحقيق أهداف الحكومة، وأبرزها تهيئة الظروف لإتمام صفقة تبادل لإعادة المختطفين من غزة.
خلافات حول توسيع نطاق الغارات الجوية
وفي سياق متصل، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن استمرار الخلاف بين قائد سلاح الجو وقائد لواء الجنوب، موضحة أن عاسور طالب بتوسيع نطاق الغارات الجوية على أهداف داخل القطاع، بينما رفض سلاح الجو تنفيذ ذلك، مبرراً موقفه بخطورة ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين جراء هذه الهجمات.
هذا الانقسام في الرؤى بين القيادات العسكرية يعكس حالة من الارتباك داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، في ظل تعقيدات المشهد الميداني والضغوط السياسية والشعبية لتحقيق نتائج ملموسة في ملف غزة.
اقرأ أيضا