أكد الخبير الاقتصادي الدكتور وائل كريّم أن التكاليف العسكرية اليومية في إسرائيل خلال الحرب تصل إلى أرقام خيالية تقدر بأكثر من 100 مليون دولار يومياً.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن تجنيد قوات الاحتياط وخسائر الإنتاج القومي ترفع من هذه التكاليف بشكل كبير.
وأشار إلى أن العبء الاقتصادي على المواطنين ضخم، حيث يتحمل كل مواطن بين 12 ألفاً إلى 18 ألف شيكل تكاليف مباشرة وغير مباشرة ناجمة عن الحرب.
وأوضح أن الاقتصاد الإسرائيلي يعاني الآن من عجز مالي يصل إلى نحو 70% من الناتج القومي، مع توقعات بخفض التصنيف الائتماني، ما سيزيد من تكاليف فوائد الديون ويعزز العجز المالي في الميزانية.
وأكد أن العجز المالي في الشهر الأخير شهد تراجعاً طفيفاً نتيجة عودة بعض القطاعات الاقتصادية للعمل، لكن وزنه ما زال ثقيلًا. وأشار إلى أن وتيرة الحرب تتصاعد مع الحديث عن عمليات احتلال أوسع، ما قد يدفع العجز المالي ليتجاوز 7% خلال العام الحالي وربما أكثر في 2025.
وأشار إلى أن هذا الوضع يشكل ضغطاً هائلاً على الحكومة الإسرائيلية لتحديد حدود زمنية للعملية العسكرية، مع توقع أن تستمر العمليات العسكرية لفترة طويلة، وربما أشهر أو سنوات، يتبعها تداعيات سياسية واقتصادية خطيرة.
وتابع: "الحكومة لم تبدأ بعد في بلورة ميزانية العام المقبل، مع وجود مصاعب بسبب الخلافات السياسية وتمسك بعض الوزراء بتصريحات لا تليق بمهامهم الاقتصادية، مما يعرقل المسار المالي للدولة".
"إجراءات اقتصادية قاسية"
وحذر الخبير الاقتصادي من أن استمرار الحرب يعني إجراءات اقتصادية قاسية، تشمل ضرائب مرتفعة لتغطية التكاليف المتزايدة، مع توقع أن يستغرق التعافي الاقتصادي سنوات طويلة.
واستطرد: "هناك فئات اجتماعية كثيرة تعيش في فقر مدقع، وتكمن المشكلة في تلك الفجوات الاقتصادية التي لا تغطيها معدلات النمو المحدودة".
واختتم حديثه قائلًا: "استمرار الحرب يؤدي إلى تدمير المجتمعات في إسرائيل، ويزيد من الفوضى السياسية والاقتصادية، ما يهدد استقرار الدولة إذا استمرت الحرب لفترة طويلة".