أعلن وزير الخارجية الهولندي كاسبار فيلدكامب مساء الجمعة استقالته من منصبه، في خطوة مفاجئة جاءت على خلفية نقاش حكومي محتدم حول إمكانية فرض عقوبات إضافية على إسرائيل.
وجاء الإعلان عبر بيان رسمي نقلته وكالة الأنباء الهولندية "إيه أن بي"، حيث أشار الوزير إلى أنه لم يعد يرى نفسه في موقع يسمح له باتخاذ "إجراءات إضافية ذات أهمية" للضغط على إسرائيل.
وتعود جذور الأزمة إلى تصريحات أدلى بها فيلدكامب يوم الخميس، عبّر فيها عن رغبته في اتخاذ تدابير إضافية ضد إسرائيل، في أعقاب قرار الحكومة الهولندية في يوليو الماضي اعتبار الوزيرين الإسرائيليين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش "شخصين غير مرغوب فيهما" داخل الأراضي الهولندية، وهذا القرار أثار ردود فعل متباينة داخل الأوساط السياسية الهولندية، بين مؤيدين يرون فيه موقفاً مبدئياً، ومعارضين يعتبرونه تصعيداً غير مبرر.
تداعيات الاستقالة
استقالة فيلدكامب تأتي في وقت حساس بالنسبة للسياسة الخارجية الهولندية، خاصة في ظل التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط. وقد أثارت هذه الخطوة تساؤلات حول توجهات الحكومة الهولندية في المرحلة المقبلة، لا سيما فيما يتعلق بعلاقاتها مع إسرائيل وشركائها الأوروبيين.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
ومن جهته، قال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته في بيان مقتضب: "نحترم قرار الوزير فيلدكامب، ونشكره على جهوده خلال الفترة الماضية. الحكومة ستواصل العمل على تعزيز الحوار الدولي بما يخدم مصالح هولندا ويعزز الاستقرار الإقليمي."
ردود فعل دولية ومحلية
لم يصدر حتى الآن تعليق رسمي من الجانب الإسرائيلي بشأن استقالة الوزير الهولندي، فيما اكتفت وزارة الخارجية الإسرائيلية بالإشارة إلى أن العلاقات الثنائية مع هولندا "قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة".
وفي المقابل، عبّر عدد من النواب الهولنديين عن قلقهم من غياب الوضوح في السياسة الخارجية، مطالبين الحكومة بتوضيح موقفها من الإجراءات المقترحة سابقاً.
وقالت النائبة عن حزب "الخضر" ليزا فان دير مارك: الاستقالة تكشف عن انقسامات داخل الحكومة بشأن كيفية التعامل مع القضايا الدولية الحساسة. نأمل أن يتم تعيين خلف للوزير يكون قادراً على المضي قدماً في نهج متوازن."
طالع أيضًا: