حذّر الدكتور عطوة أبو فريح، الباحث والمحاضر في العلوم الاجتماعية، من ظاهرة هوس المظاهر المنتشرة في المجتمع العربي بين الشباب والأسر.
وأضاف في مداخلة هاتفية ضمن برنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس: "هذا الهوس يشمل التعلق الشديد بالماركات، السيارات الفاخرة، الأسفار، والهواتف الذكية، في ظل واقع اقتصادي واجتماعي صعب".
وأوضح أن المجتمع العربي يتميز بشبابية كبيرة، وهناك نسبة كبيرة من الشباب غير مؤطرين ولا يعملون ولا يتلقون التعليم، مما يخلق فجوة كبيرة بين الإمكانيات المحدودة والرغبة الكبيرة في الترف والبذخ.
وتابع: "هذا الانفصام بين الواقع والطموح المظهر يجر بعض الشباب إلى سوق الديون والقروض أو حتى للسوق السوداء، ما يوقع العائلات في أزمات مالية واجتماعية خطيرة، خاصة في منطقة النقب حيث تزداد هذه الظاهرة بشدة".
وأضاف أن المشكلة ليست في اللباس أو الماركات بحد ذاتها، لكن الخطر يكمن في تحمل الأفراد والعائلات لأعباء وديون تفوق طاقتهم، وهذا بدوره يؤدي إلى تفكيك النسيج الاجتماعي وتهديد استقرار العائلات.
وأكد أن هذه الظاهرة تؤثر بشكل واسع على جميع فئات المجتمع من أطفال وشباب ونساء ورجال.
ما الحل؟
ويرى الدكتور عطوة أن الحل يبدأ من البيت والأسرة، من خلال التوعية ضد التقليد الأعمى والضغط المجتمعي الذي يدفع الأطفال والشباب إلى تحمل أعباء غير ضرورية، مشيراً إلى أن دور الأسرة تقلص في السنوات الأخيرة، ما ساهم في تعميق المشكلة.
وأشار أيضاً إلى أن الاحتجاجات غير المباشرة تظهر في محاولة الفقراء لمماثلة الأثرياء عبر التباهي بالماركات والسيارات والسفر، لكن ذلك يعمق التقسيم الطبقي ويؤدي إلى المزيد من الانقسامات الاجتماعية.
ارتفاع معدلات الجريمة والعنف
وحول العلاقة بين هوس المظاهر وارتفاع معدلات العنف والإجرام، قال الباحث إن غياب الإطار التعليمي والمهني يساهم في وصول نسبة كبيرة من الشباب (30-40%) إلى حالة انحراف وخطر اجتماعي، وتتفاقم الديناميات السلبية بالتزامن مع تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي التي تعزز ثقافة التقليد واستهلاك الماركات.
وحذر من أن هذه الظاهرة لا تؤثر فقط على الأسرة الصغيرة بل تتعداها لتشمل العائلة الموسعة، حيث تتراكم الديون مهددة باندلاع صراعات وفوضى، تصل في بعض الحالات إلى العنف والقتل.