أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، خلال زيارته الرسمية إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، رفضه القاطع لفكرة إقامة دولة فلسطينية، مؤكدًا أن "لن تكون هناك دولة"، في رد مباشر على سؤال حول مستقبل حل الدولتين، التصريح أثار موجة من الجدل في الأوساط السياسية والدبلوماسية، خاصة في ظل تصاعد الدعوات الدولية للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
تصريحات مباشرة ترفض الحلول السياسية
ساعر، الذي يشارك في لقاءات مع مسؤولين أمريكيين، وصف فكرة الدولة الفلسطينية بأنها "وهم"، مشيرًا إلى أن التجارب السابقة، مثل اتفاقيات أوسلو وانسحاب إسرائيل من غزة، أثبتت فشل هذا المسار.
وأضاف أن إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية والقدس سيجعل "جميع مراكزنا السكانية في خطر"، معتبرًا أن الأمن القومي الإسرائيلي لا يحتمل مثل هذه الخطوة.
ردود فعل دولية متباينة
تصريحات ساعر تأتي في وقت أعلنت فيه أكثر من 147 دولة حول العالم اعترافها الرسمي أو المشروط بالدولة الفلسطينية، بما في ذلك دول أوروبية مثل إسبانيا والنرويج وأيرلندا، إضافة إلى أستراليا وكندا والبرتغال، هذه الموجة من الاعترافات الدولية تعكس تغيرًا في المزاج السياسي العالمي تجاه القضية الفلسطينية، وتضع تصريحات ساعر في مواجهة مباشرة مع التوجهات الأممية.
خلفية التصعيد: رفض متكرر للحلول الدبلوماسية
في مقابلة سابقة، اعتبر ساعر أن الاعتراف بدولة فلسطينية يمثل "تهديدًا حقيقيًا لأمن إسرائيل"، مشيرًا إلى أن الانسحاب من غزة عام 2005 أدى إلى "بناء شبكة إرهابية ضخمة"، على حد تعبيره، كما وصف حل الدولتين بأنه "شعار فارغ" لا يعكس الواقع السياسي أو الأمني في المنطقة.
السلام في مهب التصريحات
في ظل هذه التصريحات، يتزايد القلق من تعثر جهود السلام، خاصة مع استمرار التصعيد في غزة والضفة الغربية، وقال دبلوماسي أوروبي رفض الكشف عن اسمه: "السلام لا يُبنى على النفي المطلق، بل على الاعتراف بالحقوق والسعي إلى حلول عادلة."
تصريحات ساعر تعكس توجهًا متشددًا في السياسة الإسرائيلية، وتفتح الباب أمام مزيد من التوترات الإقليمية، في وقت يحتاج فيه الشرق الأوسط إلى خطوات جريئة نحو التهدئة والعدالة.
طالع أيضًا:
غارة جوية جديدة تستهدف جبل المانع في ريف دمشق وسط تصاعد التوترات الأمنية
