نظم طلبة وأولياء أمور في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، وقفة احتجاجية حاشدة أمام مدرسة سلوان الإعدادية للبنين، رفضًا لقرار بلدية إسرائيل بإخلاء المدرسة ونقل الطلاب إلى مدرسة سلوان الشاملة، والتي تدرس المنهاج الإسرائيلي.
رفض سياسة "أسرلة التعليم"
يأتي هذا التحرك كجزء من احتجاجات على سياسة "أسرلة التعليم" التي تُفرض على أبناء القدس الشرقية من خلال نقل الطلاب وإجبارهم على تغيير برامجهم التعليمية.
رمضان طه، رئيس لجنة أولياء الأمور في سلوان، أوضح في حديث لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، أن القرار المفاجئ يحمل جوانب عدة تتعدى مجرد نقل طلاب إلى بناية جديدة، مشيرًا إلى أن نقل مدرسة قائمة منذ أكثر من 20 سنة تتمتع بجودة تعليم عالية إلى مدرسة أخرى أقل كفاءة وأقل جودة يُعتبر مساسًا واضحًا بحقوق الطلاب.
وأضاف أن المدرسة الجديدة ليست فقط مختلطة، بل تعتمد برنامجًا تعليميًا يختلف تمامًا عن البرنامج الفلسطيني الذي تدرّسه المدرسة الأصلية، وهو ما يقابله رفض قوي من الأهالي.
وقال طه إن انتقال الطلاب سيترك آثارًا سلبية من ناحية البنية التحتية حيث إن المنطقة ستشهد زيادة في حركة السيارات، ومشاكل في المواصلات والازدحام المروري الذي هو قائم أصلاً، ما يزيد من أعباء الأهالي والطلاب في التنقل اليومي.
وأضاف أن المدرسة الجديدة، رغم اتساعها، لا تمنح نفس جودة التعليم التي كان عليها البناء القديم، وهذا يثير المخاوف حول مستقبل الطلاب التعليمي.
إضراب واسع وتضامن الطلاب
وحول الوضع الحالي، أشار طه إلى أن الإضراب مفتوح في جميع مدارس سلوان احتجاجًا على هذا القرار، وأن نسبة حضور الطلاب في مدرسة سلوان الإعدادية لا تتجاوز 1%، ويقفون صفًا واحدًا ضد النقل والخطة التعليمية الجديدة القسرية.
وقال إن هناك تضامنًا واسعًا من مدارس وأهل المنطقة، حيث قرر حوالي 8000 طالب في مختلف المدارس الامتناع عن الحضور تضامنًا مع المدرسة الإعدادية.
محاولات التفاوض والاستعدادات للتصعيد
وبسؤاله عن وجود أي محادثات مع بلدية إسرائيل أو قسم المعارف، أكد طه استعداد أولياء الأمور للمشاركة في أي جلسات تفاوضية شرط أن تحترم مطالبهم بعدم النقل والمحافظة على جودة التعليم المنهج الفلسطيني.
وأوضح أن الطلاب حالياً يدرسون المنهاج الفلسطيني في مدرسة سلوان، رغم محاولات الحكومة الإسرائيلية تطبيق منهاج إسرائيلي تدريجيًا في عدة مدارس، وهو ما يرفضه المجتمع الفلسطيني تمامًا.
وفي ختام تصريحه، طالب طه مجلس بلدية إسرائيل بالتراجع عن هذا القرار الذي وصفه بالمجحف، والذي يشكل تهديدًا لمستقبل التعليم الفلسطيني في القدس، مؤكدًا أن هذه الخطوة ليست فقط مسألة تعليم، بل أيضًا مسألة هوية وطنية وحضارية يرفضها الأهالي والطلاب.