وجّه وزير الخارجية الإسرائيلي انتقادات حادة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، متهماً إياه بالتدخل في صراع إقليمي "ليس طرفاً فيه"، ومعتبراً أن تصريحاته الأخيرة حول حل الدولتين من شأنها أن "تقوض استقرار المنطقة"، بحسب ما نقلته وسائل إعلام عبرية مساء الثلاثاء.
تصريحات ماكرون تثير الجدل في تل أبيب
جاءت هذه التصريحات عقب مشاركة ماكرون في مؤتمر دولي عقد في باريس، دعا فيه إلى إعادة إحياء مسار حل الدولتين كمدخل لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، الرئيس الفرنسي وصف المؤتمر بأنه "نقطة تحول حاسمة"، وهو ما اعتبره وزير الخارجية الإسرائيلي "تدخلاً غير مبرر في ملفات معقدة لا تعكس الواقع الميداني"، وفق تعبيره.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
موقف رسمي يعكس توتراً دبلوماسياً
في بيان مقتضب صدر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية، جاء أن "الرئيس الفرنسي يضع نفسه في موقع لا يخدم مصالح الاستقرار، ويعتمد على مقاربات بعيدة عن الواقع السياسي والأمني في المنطقة"، وأضاف البيان أن "المنطقة لا تحتاج إلى شعارات، بل إلى فهم عميق لطبيعة التحديات الأمنية التي تواجهها".
ردود فعل متباينة داخل الأوساط السياسية
التصريحات أثارت ردود فعل متباينة داخل الأوساط السياسية الإسرائيلية، حيث أيد بعض المسؤولين موقف وزير الخارجية، معتبرين أن "الدبلوماسية الغربية تميل إلى تبسيط تعقيدات المنطقة"، فيما دعا آخرون إلى الحفاظ على العلاقات الاستراتيجية مع باريس وعدم الانجرار إلى خلافات علنية قد تؤثر على التعاون الثنائي.
بيان فرنسي يؤكد التزام باريس بالسلام
وفي رد غير مباشر، قالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان رسمي: "فرنسا ملتزمة بدعم جهود السلام في الشرق الأوسط، وتؤمن بأن الحوار السياسي هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار لجميع الأطراف."
بين المبادئ الدبلوماسية وحسابات الواقع
يأتي هذا التوتر في وقت حساس تشهده المنطقة، حيث تتداخل المبادرات الدولية مع الحسابات المحلية، وبين دعوات باريس للسلام وتحفظات تل أبيب على التدخل الخارجي، يبدو أن المشهد الدبلوماسي مقبل على مرحلة جديدة من التوازنات الدقيقة، تتطلب حواراً أكثر عمقاً وتفاهماً بعيداً عن التصعيد الإعلامي.
طالع أيضًا:
ترامب يعلن مشروع "القبة الذهبية": منظومة دفاعية غير مسبوقة لحماية الولايات المتحدة
