تحدث الشيخ عقل الأطرش، إمام مسجد في النقب، بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، مشيدًا بأهمية هذه الذكرى العطرة التي تمثل حدثًا عظيمًا في حياة الأمة الإسلامية والعربية التي تضم مليارات الأشخاص حول العالم.
وقال الأطرش في حديثه ضمن برنامج "يوم جديد" إن مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو مولد الهداية والنور والعطاء والمحبة التي تشمل جميع بني البشر بلا استثناء، فالرسول أرسل رحمة للعالمين ودينًا سمحًا يقوم أساسًا على مكارم الأخلاق.
واستعرض الشيخ دور هذه الذكرى في تحفيز المجتمع على تجديد العطاء والتسامح والتعايش بين الأفراد، داعيًا الأمة الإسلامية إلى أن تعيد النظر في وضعها الأخلاقي، مؤكدا أن رسالة النبي عليه الصلاة والسلام كانت هي إتمام مكارم الأخلاق والمحبة والرحمة.
وأضاف أن فقدان هذه الأخلاق والهلاك الاجتماعي الناتج عنه يمثل خطرًا كبيرًا يهدد الأمة.
وقال الأطرش مخاطبًا الجمهور: "إذا كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر، وبالرسالة المحمدية، فيجب أن تتحلوا بالأخلاق الحميدة وأن تنشروها، محملين معكم الإنسانية والدين السمح الذي يدعو إلى المحبة والعفو."
وأكد أن العيش في حالة من النزاع والخصام هو مخالفة جوهر الدين، ولمناسبة المولد النبوي رسالة واضحة للتوقف عن الانقسامات الداخلية والمضي نحو المصالحة.
وجدد الأطرش التأكيد على ضرورة أن يكون المجتمع مستقيماً في قيمه وأخلاقه، مقتديًا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقال: "أين نحن من هذه الأخلاق التي جاء بها؟" مضيفًا أن الدين هو النور الحقيقي الذي يخرج الناس من ظلمات الجهل والتخلف ويهديهم إلى طريق الحق، مشيرًا إلى أن الدين الإسلامي لا يتناقض مع العلم أو التكنولوجيا الحديثة، بل هو رقي للروح وتهذيب للنفس البشرية.
وردًا على تساؤل حول تعارض الدين مع التطورات العلمية مثل استنساخ الإنسان، قال الشيخ الأطرش إن علم الإنسان مهما تطور يظل محدودًا، والكون وكل ما فيه من ظواهر وثوابت هو من عند الله، وأن الإنسان مهما بلغ من علم يظل تحت رحمة الله وخاضعًا لإرادته.
وختم الشيخ حديثه بالقول إن العلم والتكنولوجيا لا يلغيان الدين، بل يكملانه، وينبغي للمؤمنين أن يمتزجوا بين المعارف العلمية والروحية ليحافظوا على هويتهم وقيمهم وسط عالم يتغير بسرعة.
ودعا الشيخ عقل الأطرش الجميع لأن يتأملوا في رسالة المولد النبوي الشريفة ويبذلوا جهدًا من أجل ترسيخ الأخلاق والتسامح والمحبة، ليس فقط كطقوس مراسم، بل كنهج حياة ينبع من جوهر الدين والرسالة الخاتمة.