كشفت هيئة البث الإسرائيلية، صباح الخميس، عن تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها ممثل عسكري خلال جلسة مغلقة للجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست، أكد فيها أن السيطرة على مدينة غزة لا يُتوقع أن تُحدث تغييرًا في موقف حركة حماس، رغم الرمزية التي تحملها المدينة في السياق السياسي والميداني.
وجاء هذا التصريح ردًا على سؤال طرحه عضو الكنيست عن حزب الليكود، عميت هاليفي، الذي تساءل: "لماذا يُفترض أن تؤثر السيطرة على غزة في موقف حماس؟"، ليجيب الممثل العسكري: "لم أقل إن ذلك سيؤثر على حماس، وهذا ليس مؤكدًا على الإطلاق، فالمدينة تحمل أهمية رمزية".
تحليل ميداني: حماس تستعد على جبهتين
وفقًا للتقديرات العسكرية التي نوقشت خلال الجلسة، فإن نحو 800 ألف شخص لا يزالون داخل مدينة غزة حتى يوم الأربعاء، ما يعكس حجم التحديات الإنسانية والميدانية في ظل استمرار العمليات العسكرية.
وبحسب ما نشرته الهيئة، فإن حركة حماس تتحرك على مسارين متوازيين؛ الأول سياسي، حيث تمارس ضغوطًا على مصر وقطر لدفع الولايات المتحدة نحو وقف التصعيد، مستندة إلى إعلانها موافقة على خطة الوسطاء، وهي الخطة التي لم تحظَ بقبول الجانب الإسرائيلي حتى الآن.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
أما المسار الثاني فهو عسكري، حيث تستعد الحركة لمواجهة أي تعمق في المناورة البرية داخل المدينة، مع تجهيز قدراتها لشن عمليات هجومية تحت اسم "عصا موسى"، في تحول واضح من الدفاع إلى الهجوم.
ردود وتقييمات رسمية
في سياق متصل، نقلت هيئة البث عن مصادر عسكرية قولها إن "الرهان على تغيير موقف حماس عبر السيطرة على المدينة قد لا يكون واقعيًا، نظرًا لطبيعة التنظيم واستراتيجياته المتعددة"، مشيرين إلى أن "التحركات السياسية قد تكون أكثر تأثيرًا من العمليات الميدانية في هذه المرحلة".
تعقيدات المشهد وتحديات الحل
تأتي هذه التصريحات لتسلط الضوء على تعقيدات المشهد في غزة، حيث تتداخل الأبعاد السياسية والعسكرية والإنسانية بشكل غير مسبوق.
وبينما تتواصل التحركات على الأرض، يبقى مستقبل المدينة مرهونًا بتطورات الساعات المقبلة، وسط دعوات دولية متزايدة لوقف التصعيد وتغليب الحلول الدبلوماسية.
وفي بيان مقتضب، قال مصدر دبلوماسي مطلع: "الوضع في غزة يتطلب مقاربة عقلانية وشاملة، فالحلول العسكرية وحدها لن تحقق الاستقرار المنشود".
طالع أيضًا:
الجيش الإسرائيلي يبدأ تهجير سكان غزة ويخطط لاجتياحها قبل 7 أكتوبر