لا تُقاس قوة الزواج بعدد السنوات أو كثرة المناسبات المشتركة، فامتلاك عقدين من الحياة الزوجية لا يعني بالضرورة أن العلاقة تسير بخطى ثابتة أو أنها صحية.
فالحب يقوم على الالتزام والثقة والتواصل، وهذه العناصر لا تتحقق تلقائيًا مع مرور الوقت، بل تحتاج إلى وعي وجهد من الطرفين.
ومع التقدم في العمر، قد يلجأ بعض الرجال إلى اتخاذ قرار الانفصال لأسباب ترتبط بذواتهم أكثر من شريكاتهم، بحثًا عن الحرية أو استعادة ما فقدوه خلال رحلة الزواج الطويلة.
لماذا يقرر بعض الأزواج الانفصال بعد عقدين من الزواج؟
فقدان الشعور بالذات
مع مرور السنين، قد يشعر الرجل بأنه فقد جزءًا من هويته داخل العلاقة، خصوصًا إذا غاب الاحترام المتبادل أو التوازن بين حياته الفردية والمشتركة.
هذا الشعور يضعف حيويته ويؤثر على صحته النفسية، فيدفعه أحيانًا إلى البحث عن ذاته من جديد.
ضعف التواصل وتجنب المواجهة
التواصل هو العمود الفقري لأي علاقة ناجحة، لكن بعض الأزواج مع مرور الوقت يتجنبون النقاشات أو المواجهات.
هذا الصمت الطويل يخلق فجوة عاطفية ويجعل الرجل غير قادر على التعبير عن مشاعره، مما يدفعه للانسحاب تدريجيًا من العلاقة.
غياب تلبية الاحتياجات
سواء كانت احتياجات عاطفية أو جسدية، فإن إهمالها يولد شعورًا بالحرمان.
ومع التقدم في العمر يصبح الرجل أكثر وضوحًا في متطلباته، وإذا لم يجد تجاوبًا من شريكته، قد يقرر الانفصال بحثًا عن حياة تمنحه ما يفتقده.
الانتقاد المستمر
بينما يُعد النقد البنّاء مفيدًا أحيانًا، فإن الانتقاد القاسي والمتكرر يضعف ثقة الرجل بنفسه ويترك أثرًا سلبيًا على نفسيته.
ومع مرور الوقت، قد يرى في الانفصال مخرجًا لحماية راحته الداخلية.
ضغوط الصورة التقليدية للرجل
المجتمع يفرض على الرجل صورة نمطية كالقوة الدائمة أو دور المعيل فقط.
ومع تقدم العمر، قد يشعر بالتعب من هذه القيود، خاصة إذا أصر الشريك على تكريسها، فيسعى أحيانًا إلى التحرر منها عبر الانفصال.
اختلاف القيم والتوجهات
مع مرور السنوات قد تتغير القيم والأهداف بين الزوجين، مثل المعتقدات، أو طرق تربية الأبناء، أو حتى خطط المستقبل.
هذه الفجوة الفكرية قد تجعل الرجل يبحث عن انسجام أكبر مع توجهاته الجديدة، فيقرر إنهاء العلاقة.
طالع أيضًا