أكد السفير عادل عطية، مدير دائرة العلاقات الأوروبية في وزارة الخارجية، وجود تحول حقيقي في مواقف الاتحاد الأوروبي تجاه إسرائيل، يعكس غضبًا متزايدًا في الأوساط الدبلوماسية الأوروبية على السياسات الإسرائيلية في غزة.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس: "هذا الغضب أدى إلى خطوات عملية مثل إعلان رئيسة المفوضية الأوروبية فرض عقوبات مالية على برامج تمويل مرتبطة بإسرائيل ووقف التعامل مع وزراء متطرفين، بالإضافة إلى بحث فرض حزمة جديدة من العقوبات قد تشمل أجزاء من اتفاقية الشراكة الأوروبية الإسرائيلية".
ورغم هذه الخطوات، أشار "عطية" إلى أن الموقف الأوروبي لا يزال يتسم بالبطء وعدم التطور الجذري، لافتًا إلى أن الاتحاد الأوروبي يتجنب اتخاذ قرارات حاسمة أكثر خشية من تأثيرات سياسية داخلية وتباينات بين دوله، خاصة مع وجود دول مثل المجر وألمانيا التي تستخدم حق الفيتو لتعطيل مشاريع العقوبات.
سابقة لم تحدث من قبل
وشدد على أن العقوبات التي تم فرضها سابقًا بحق مستوطنين متورطين في عمليات إرهابية تعد سابقة لم تحدث من قبل، ما يشير إلى بداية ضغط أوروبي أكبر على إسرائيل.
وأضاف أن دولًا مثل ألمانيا وإسبانيا وبلجيكا بدأت تتخذ خطوات فعلية؛ منهم من أوقف تصدير الأسلحة، ومنهم من فرض تحذيرات على المواطنين الأوروبيين من التواجد في المستوطنات، وفرض حظر على منتجات المستوطنات والحظر على الاستثمارات بالشركات المرتبطة بها.
الهجوم الإسرائيلي في الدوحة
وحول الهجوم الإسرائيلي الأخير في الدوحة، قال السفير عطية إن ذلك يعكس سياسة إسرائيل التي تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، واعتبر أن هناك قناعة لدى الأوروبيين بأن إسرائيل أصبحت مصدر قلق أمني إقليمي، وهو ما يبرر تحركهم المتزايد لفرض إجراءات تقييدية.
وفي ختام حديثه، توقع "عطية" أن تشهد العقوبات الأوروبية توسعًا مستقبليًا، مع تحركات من بعض الدول لفرض عقوبات وطنية لتفادي عرقلة المواقف الموحدة بسبب الخلافات الداخلية داخل الاتحاد الأوروبي، مؤكدًا أن الحالة الراهنة تتطلب حضورًا أوروبياً فاعلاً وموقفاً واضحاً للدفاع عن القانون الدولي وحقوق الإنسان.