بعد تصريح نتنياهو.. د.وائل كريم يحلل الوضع الاقتصادي الإسرائيلي: "تدهور غير مسبوق"

بعد تصريح نتنياهو.. د.وائل كريم يحلل الوضع الاقتصادي الإسرائيلي:

علق د. وائل كريم، المستشار الاقتصادي، على التصريح الأخير لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي قال فيه: "نحن في حالة عزلة. علينا أن نعتاد على اقتصاد مع ميزات أوتاركية. سوف نصبح سوبر سبارتا".





واعتبر د.كريم هذا التصريح، اعترافًا صريحًا بحالة العزلة غير المسبوقة التي تعيشها إسرائيل اليوم على المستويين السياسي والاقتصادي.



وقال المستشار الاقتصادي، في مداخلة هاتفية على إذاعة الشمس، إن التصريحات جاءت بعد محاولات متكررة من نتنياهو لتجنب مواجهة حقيقة عزلة إسرائيل الدولية التي تجلت بوضوح في تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث رفضت أغلب دول العالم الاعتراف بسياسات تل أبيب، مع أقل من عشر دول فقط تدعم مواقف إسرائيل.


::
::




العزلة الدولية وتأثيرها على الاقتصاد الإسرائيلي




ولفت د. كريم إلى أن الموضوع لا يقتصر على النزاع الفلسطيني الإسرائيلي فقط، بل تعدى ذلك إلى انزعاج عالمي يطالب إسرائيل بالاعتراف بدولة فلسطين، ما يعكس رفضاً واسعاً لسلوك الحكومة الإسرائيلية.



وأضاف أن هذه العزلة السياسية انعكست بشكل مباشر على الوضع الاقتصادي، حيث تشهد الشركات الإسرائيلية تراجعاً في التعاملات مع شركائها حول العالم، خصوصاً في الدول التي أقدمت حكوماتها على فرض قيود كبيرة على الصفقات العسكرية والتعاون الاقتصادي مع إسرائيل.




وقال إن المقاطعة لم تعد تقتصر على المنتجات الإسرائيلية فقط، بل طالت أيضاً الشركات الأجنبية التي تتعامل معها، ما تسبب في انخفاض أرباحها بنسبة لا تقل عن 15%.



وأشار إلى أن قطاع السياحة الإسرائيلي، الذي كان يُعتبر ثابتاً وقوياً، تضرر بشكل غير مسبوق، بينما أظهرت تقارير أن ما يقرب من نصف المجتمع الإسرائيلي يعاني من صعوبات مالية شديدة، ولا يستطيع إنهاء الشهر بكرامته.



تدهور اقتصادي متسارع وخطر الانهيار



كما أضاف مستشار الاقتصاد أن هذه التصريحات الصادرة عن نتنياهو تعبر عن محاولة للتعامل مع أزمة اقتصادية عميقة وكارثية، حيث تعاني إسرائيل من تراجع كبير في الاستثمارات والخروج التدريجي للشركات الرئيسية في مجالات مثل الهايتك إلى دول أخرى كالهند وأمريكا الجنوبية.



كما أكد أن النظام الاقتصادي الذي يعتمد بشكل كبير على الصادرات والاستثمارات الخارجية يتعرض لضغوط كبيرة، مع انسحاب صناديق استثمار مهمة مثل الصندوق النرويجي.


وأشار كريم إلى أن الأوضاع الاقتصادية تتفاقم نتيجة استمرار الحرب، حيث يطالب كبار رجال الاقتصاد الإسرائيلي بوقف العمليات العسكرية خوفاً من انهيار شامل، لكنه اعتبر أن الحكومة ترفض التوقف وتصر على الاستمرار بدوافع سياسية وانتخابية في الوقت الذي يُغيب فيه وزير المالية عن المناقشات الاقتصادية، تاركاً الوضع على حاله ومركزاً على قضايا سياسية بحتة.



وأكد في حديثه على أن إسرائيل تمر بأزمة اقتصادية غير مسبوقة، وأن على الحكومة أن تعيد النظر في استراتيجياتها، وأن الحل الوحيد للخروج من الأزمة يتمثل بإنهاء الحرب وفتح آفاق للحوار، مشيراً إلى أن التصريحات التي تدعو الاقتصاد الإسرائيلي للصمود بمفرده غير واقعية وتبدو كنكسة أمام الحقائق الميدانية والاقتصادية الصعبة التي تواجه البلاد اليوم.



تصاعد العزلة السياسية والتراجع الدولي



وفي سياق متصل أوضح د. كريم أن التصويت في الأمم المتحدة الأخير يكشف بجلاء مدى رفض العالم لسلوك إسرائيل، حيث أقل من عشر دول فقط ترفض الاعتراف بدولة فلسطين، في حين تعبر غالبية دول العالم عن دعمها للعمل الفلسطيني ورفضها "لاستمرار الاحتلال".



وأشار إلى أن الموضوع لا يقتصر على الاعتراف بدولة فلسطين فحسب، بل يمثل رسالة قوية إلى الحكومة الإسرائيلية تفيد بعدم رضا المجتمع الدولي عن سياستها الحالية، وهو ما يُعد إدانة سياسية حقيقية.



وأشار كذلك إلى أن العزلة السياسية انعكست في تراجع حاد على الصعيد الاقتصادي، حيث انخفضت تعاملات الشركات الإسرائيلية مع شركائها الدوليين، خصوصًا الدول التي اتخذت مواقف تحفّظية أو معادية تجاه إسرائيل.



كما أكد أن المقاطعة لم تقتصر على التعامل مع إسرائيل مباشرة، بل طالت أيضاً الشركات الأجنبية التي تعاقدت معها مما أدى إلى انخفاض أرباحها بنسب تتجاوز الـ15%، ونتج عن ذلك تضرر قطاعات كالسياحة وهايتك بشكل كبير.



غياب المعارضة والتماهي مع الحكومة



انتقد د. كريم سياسات الحكومة الإسرائيلية الحائرة، مشيرًا إلى غياب صوت معارض قوي داخل الكنيست وحتى في أروقة حزب الليكود الحاكم، حيث يسود "صمت القبور" وسط المسؤولين.



وذكر أن المعارضة الأساسية التي تبدي مواقف حادة تجاه إدارة نتنياهو شحيحة جدًا، باستثناء بعض الأصوات القليلة مثل يائير جولان الذي ندد بحرية بممارسات الحكومة، محذرًا من أن الاستمرار بهذا النهج قد يؤدي إلى انهيار شامل داخل إسرائيل.



كما لفت إلى حالة الغضب العارم التي تسود في الولايات المتحدة وأميركا اللاتينية وأوروبا، مشيرًا إلى تصريحات أبرز السياسيين مثل بيرني ساندرز الذي كشف أن أكثر من 76% من الشعب الأمريكي غير راضين عن سياسات إسرائيل في غزة، مما يعكس حالة استياء ورفض متصاعد حتى داخل الحليف التقليدي. في حين تناقضت هذه المواقف مع وجود دعم محدود من طرف ترامب وأتباعه في أمريكا.



وختم د. كريم بالقول إن استمرار إسرائيل في سياسة العزلة والحرب دون إعادة تقييم جذرية للسياسات قد يجر البلاد إلى حالة من الفوضى والعزلة الأعمق، داعياً إلى استنهاض المعارضة وتحمل المسؤولية السياسية لتفادي نتائج كارثية.


يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

phone Icon

احصل على تطبيق اذاعة الشمس وكن على
إطلاع دائم بالأخبار أولاً بأول

Download on the App Store Get it on Google Play