تسبب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في حالة من الجدل، بعدما ألمح إلى وجود علاقة بين تناول الباراسيتامول أو الأسيتامينوفين، المعروف تجاريا باسم" تايلنول" في الولايات المتحدة، وزيادة معدلات الإصابة بهذا الاضطراب العصبي.
وللتعليق على هذا الأمر، كانت لنا مداخلة هاتفية في برنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، مع الدكتور فادي رحال، أخصائي الأعصاب، والذي قال إن المادة الفعالة في دواء الأكامول، الأسيتامينوفين، هي من الأدوية الأكثر شيوعًا لعلاج الآلام، واستخدامها ضمن الجرعات الموصى بها آمن تمامًا ولا يسبب مشاكل صحية خطيرة مثل التوحد أو أضرار بالكبد والكلى.
وأوضح أن المشاكل الصحية تظهر عادة عند الإفراط في تناول الأوكامول، خصوصًا عند تناول أكثر من 4 جرامات يوميًا لفترة طويلة، وهو أمر نادر جدًا، وأشار إلى أن الاستخدام المعتدل وفق توصيات الأطباء لا يشكل خطرًا على صحة الحامل أو الجنين.
ورداً على ما تم تداوله حول وجود علاقة بين تناول الأوكامول أثناء الحمل وحدوث التوحد، أكد أن التوحد مرض معقد له أسباب متعددة تشمل العوامل الوراثية والبيئية، ولا يمكن نسبه إلى دواء واحد فقط. كما أكد أن عوامل أخرى مثل التدخين والكحول والأدوية الخاصة بأمراض معينة لها تأثير أكبر على احتمالية الإصابة بالتوحد.
وأشار إلى أن التوحد يُعرف اليوم كطيف واسع من الاضطرابات التي يصعب تشخيصها أحياناً في المراحل المبكرة، وأن العلاج الحالي يركز على تدبير الأعراض وتحسين جودة حياة المصابين، وليس على الشفاء الكامل.
وشدد على أهمية توجيه النصائح الصحية للحوامل بشكل صحيح وعدم نشر معلومات غير دقيقة قد تثير قلقاً غير مبرر لدى النساء الحوامل.
وأخيرا، دعا الدكتور فادي رحال إلى الالتزام بتعليمات الأطباء وعدم الانصياع إلى الأقاويل غير المدعومة علمياً، مع التركيز على الوقاية من العوامل البيئية الضارة التي قد تزيد من مخاطر الإصابة بالتوحد.