لم يعد تلوث الهواء خطرًا يهدد صحة القلب والرئتين فحسب، بل باتت الأبحاث تكشف عن أضرار جديدة تطال حاسة البصر لدى الأطفال.
دراسة حديثة واسعة النطاق في الصين، شملت نحو 30 ألف طفل، خلصت إلى أن العيش في بيئة ملوثة قد يزيد بشكل ملحوظ من احتمالات الإصابة بـ قصر النظر، بينما يتمتع الأطفال الذين ينشؤون في أجواء نظيفة بفرص أفضل للحفاظ على قوة أبصارهم.
هذه النتائج تفتح الباب لمزيد من التساؤلات حول دور الهواء النظيف في حماية العيون، إلى جانب أهميته المعروفة لصحة الجسم بشكل عام.
تلوث الهواء وقصر النظر عند الأطفال
بحسب الدراسة التي أجريت في مدينة تيانجين، فإن الأطفال الذين يتعرضون للجسيمات الدقيقة (PM2.5) وغاز ثاني أكسيد النيتروجين (NO2) أكثر عرضة للإصابة بقصر النظر. ويؤدي هذا الخلل إلى رؤية ضبابية للأجسام البعيدة مع بقاء القريبة واضحة.
ويقول البروفيسور زونجبو شي، أستاذ الكيمياء الحيوية الجوية بجامعة برمنغهام والمشارك في البحث:
"أثبتنا أن تلوث الهواء يلعب دورًا مباشرًا في تطور قصر النظر لدى الأطفال، فكلما زاد التعرض للتلوث ارتفعت احتمالات الإصابة."
أدلة متزايدة على تأثير التلوث
تضاف هذه النتائج إلى سلسلة دراسات سابقة ربطت بين تلوث الهواء والتهابات العين، وأكدت أن التلوث قد يسرّع من تطور قصر النظر عند الأطفال.
وهو ما يعزز الحاجة إلى النظر لتلوث الهواء كعامل بيئي خطير يتجاوز أمراض القلب والرئة.
تحسين جودة الهواء.. حماية للعيون
يشدد الباحثون من جامعتي تيانجين وبرمنغهام على أن تحسين جودة الهواء لا يسهم فقط في تقليل معدلات الأمراض المزمنة، بل يمثل أيضًا خطوة أساسية لحماية صحة العيون لدى الصغار. ويؤكد شي:
"الحد من التعرض للتلوث هو العامل الحاسم للحفاظ على بصر الأطفال."
طالع أيضًا
نزلات البرد عند الأطفال: دليل الأمهات للوقاية في العام الدراسي الجديد