أكد الأكاديمي والباحث في شؤون القدس، جمال عمرو، أن اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون للمسجد الأقصى في 28 سبتمبر/أيلول 2000 كان محطة فاصلة فجّرت الأوضاع وأدت إلى اندلاع انتفاضة الأقصى التي استمرت خمسة أعوام، مشددًا على أن هذا الحدث ترك أثرًا عميقًا في الوجدان الفلسطيني ولا يزال حاضرًا حتى اليوم.
تحضيرات عسكرية وحشد شعبي
وذكر عمرو، الذي كان شاهدًا على تلك اللحظة، أن مدينة القدس عشية الاقتحام تحولت إلى "ثكنة عسكرية"، حيث انتشرت القوات الإسرائيلية بكثافة عند بوابات البلدة القديمة وبمحيط المسجد، وسط حواجز وتشديدات غير مسبوقة.
وأوضح أن الإعلام العبري روّج على نطاق واسع لنية شارون دخول الأقصى، الأمر الذي دفع آلاف الفلسطينيين للتوافد منذ صلاة الفجر إلى باحات المسجد بهدف حمايته.
وأضاف أن عدد المصلين آنذاك تجاوز 3 آلاف شخص، وهو ضعف المعتاد في مثل ذلك الوقت، مبينًا أنهم قرروا البقاء في الأقصى وعدم مغادرته، استشعارًا بالخطر الداهم.
لحظة الاقتحام وتفجّر الغضب
وأشار عمرو إلى أنه مع حلول الساعة السابعة وعشر دقائق صباحًا، بدأت قوات إسرائيلية بالتقدم داخل المسجد، تحيط بكتلة بشرية يتوسطها شارون، الأمر الذي أثار هتافات التكبير والغضب بين المصلين.
وأكد أن قوات الجيش استخدمت قنابل الغاز والصوت والرصاص المطاطي، الذي تحول في حالات كثيرة إلى رصاص قاتل، ما أسفر عن إصابات وسقوط شهداء.
وقال عمرو: "المشهد كان صادمًا، أشبه بخطة مُعدة مسبقًا لتفجير الأوضاع، سرعان ما تحوّل الغضب في الأقصى إلى مواجهات شملت القدس والضفة والداخل الفلسطيني".
الإعلام شاهدًا على الشرارة
ولفت إلى أن الإعلام لعب دورًا مركزيًا في نقل الصورة للعالم، حتى أن بعض الصحف الإسرائيلية اليسارية تساءلت حينها عن مبرر تدنيس الأقصى بتلك الطريقة الفجّة. وأضاف أن هذا الاقتحام فتح "باب شر لم يُغلق حتى اليوم"، مؤكدًا أن سياسات التطرف أنتجت سلسلة من المواجهات ما زالت آثارها ممتدة حتى ما يحدث الآن في غزة والقدس.