أكد المحلل السياسي زاهر الكاشف أن حالة من التفاؤل الحذر تسود الشارع الغزي بعد الإعلان عن التوصل إلى اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن ما يجري في شرم الشيخ هو نتاج ضغوط دولية ووساطات عربية وإقليمية قادتها الولايات المتحدة وعدة دول في المنطقة.
وقال الكاشف، في مداخلة لبرنامج "أول خبر" عبر إذاعة الشمس، إن ما شهدته غزة من فرح جماهيري ليلة الإعلان عن الاتفاق يعكس حاجة الناس الماسة إلى الهدوء بعد عامين من الحرب، مضيفًا: "اليوم العالم كله يشهد أن غزة تبتسم بعد بكاء طويل، وهذا وحده مؤشر على أن الشعب يريد فقط الحياة دون قصف أو تهجير."
وأوضح أن التدخل الأميركي لعب دورًا حاسمًا في إنجاز الاتفاق، إذ فرض الرئيس دونالد ترامب رؤيته على الأطراف كافة، مضيفًا أن الزعماء العرب منحوا واشنطن دور الضامن الرئيس لإنهاء الحرب، وهو ما سمح بتجاوز العقبات التي عطلت المفاوضات لأشهر.
وبيّن الكاشف أن التقدّم الحاصل في المفاوضات يتركّز على ثلاث قضايا أساسية بالنسبة لحركة حماس، وهي:
-
مدى عمق الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة،
-
الجدول الزمني لتنفيذ هذا الانسحاب،
-
والضمانات الدولية التي تؤكد أن الحرب انتهت فعلاً ولن تُستأنف من جديد.
وأشار إلى أن كل طرف في هذه الحرب يحاول تصوير الاتفاق على أنه انتصار له؛ فـحماس ترى فيه نجاحًا في تثبيت وجودها ومنع التهجير، فيما تعتبر إسرائيل أنه إنجاز سياسي بعد استعادة الأسرى وتحقيق أهدافها المعلنة.
وحول ما ينتظر الغزيين في المرحلة المقبلة، أوضح الكاشف أن ما يهمّ المواطن الآن هو عودة الحياة الطبيعية، قائلاً: "الناس في غزة لا تفكر من سيحكمها بقدر ما تريد أن تنام ليلة دون قصف، وأن تجد طعامًا ودواءً وتعليمًا لأطفالها بعد عامين من الانقطاع."
وأكد أن المساعدات الإنسانية ستبدأ بالتدفّق إلى القطاع عبر معبر رفح خلال الساعات القادمة، بإشراف الأمم المتحدة، على أن تشمل نحو 400 شاحنة يوميًا في المرحلة الأولى، لافتًا إلى أن الأولويات ستكون لقطاعي الصحة والتعليم اللذين دُمّرا بنسبة تفوق 80%.
وختم الكاشف حديثه بالتأكيد على أن غزة اليوم تقف على أعتاب مرحلة جديدة، لكنها ما زالت عطشى إلى الأمان والاستقرار، قائلاً: "هذا الشعب يستحق أن يعيش، بعد عامين من الموت المتواصل."