كشف الدكتور صبحي بشير، المتخصص في البيوتكنولوجيا وعلم الإنزيمات ومؤسس عدة شركات في مجال الزيوت الطبيعية، عن مفارقة لافتة في أسواق الطاقة العالمية.
وقال إن الزيوت المستعملة غير الصالحة للأكل أصبحت أغلى من الزيوت الغذائية، نظرًا لاعتماد الدول الكبرى عليها في إنتاج الوقود الحيوي (البيوديزل) للسيارات والطائرات.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس أن العالم يشهد اليوم تحولًا إجباريًا نحو بدائل الطاقة، إذ تُلزم الدول المتقدمة نفسها بأن تحتوي 10% من الوقود المستخدم في النقل على مصادر نباتية، سواء من الزيوت أو السكر.
وأضاف أن الولايات المتحدة تُعد من أكبر منتجي فول الصويا في العالم، حيث يُستخرج منه زيت يُستخدم للأكل والبروتين الصناعي، بينما تقوم الصين بشراء كميات ضخمة منه، إلا أن التنافس العالمي خصوصًا من الأرجنتين والبرازيل، أدى إلى تغير في خريطة التوريد، وجعل الصين مصدرًا رئيسيًا في تصدير الزيوت المستعملة إلى أمريكا لإنتاج الوقود الحيوي.
قرار ترامب .. معاقبة ذاتية
وأشار إلى أن فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسومًا على واردات الزيوت المستعملة من الصين كان بمثابة "معاقبة للنفس"، لأن هذه الزيوت تُستخدم لتشغيل صناعات حيوية في مجال الطاقة البديلة.
وتابع: "اليوم لتر الزيت المستعمل أصبح أغلى من الزيت الصالح للأكل، لأن القوانين في أوروبا وأمريكا تمنع استخدام الزيوت الغذائية لإنتاج الوقود الحيوي، مما خلق تنافسًا عالميًا حادًا على الزيوت المستعملة".
وبيّن بشير أن معظم الدول، ومنها الصين ودول أوروبا، تعتمد أنظمة لجمع الزيوت من المطاعم عبر شركات مرخصة تقوم بإعادة تدويرها، مشيرًا إلى أن هذه الزيوت تُباع بأسعار مرتفعة للمصانع التي تنتج الوقود البديل المدعوم حكوميًا.
واختتم حديثه موضحًا أن الوقود الحيوي يقلل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة تصل إلى 80% مقارنة بالوقود الأحفوري، ويُعد أكثر أمانًا بيئيًا، رغم استمرار تحديات التلوث الناتجة عن محطات الكهرباء والسيارات الكهربائية في نهاية دورة استخدامها.