استأنفت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، اليوم السبت، العملية التعليمية لنحو 300 ألف طالب فلسطيني في قطاع غزة، بعد انقطاع دام عامين نتيجة الحرب، وجاء الإعلان على لسان المستشار الإعلامي للوكالة، عدنان أبو حسنة، الذي أكد أن استئناف التعليم يأتي في ظل ظروف إنسانية صعبة، ووسط استمرار القيود المفروضة على دخول المساعدات الأساسية إلى القطاع.
تعليم في مراكز الإيواء وافتراضيًا
أوضح أبو حسنة أن الوكالة وضعت خطة شاملة لاستئناف التعليم، تشمل 10 آلاف طالب سيتلقون دروسهم في مراكز الإيواء، بينما سيُعتمد التعليم الافتراضي لباقي الطلبة، وأشار إلى أن نحو 8 آلاف مدرس سيشاركون في العملية التعليمية، رغم التحديات اللوجستية والإنسانية التي تواجههم.
وشدد على أن استمرار تعطيل التعليم لم يعد ممكنًا، خاصة بعد أن أظهرت الدراسات أن آلاف الأطفال في غزة باتوا غير قادرين على القراءة والكتابة نتيجة الانقطاع الطويل عن الدراسة.
دمار واسع في البنية التعليمية
بحسب معطيات وزارة التعليم الفلسطينية حتى منتصف سبتمبر الماضي، تم تدمير 172 مدرسة حكومية في غزة، وتخريب 118 مدرسة أخرى، إضافة إلى أكثر من 100 مدرسة تابعة للأونروا تعرضت للقصف أو التدمير الجزئي.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
كما تشير الإحصاءات إلى مقتل 17,711 طالبًا وطالبة، وإصابة 25,897 آخرين، إلى جانب مقتل 763 من كوادر المدارس وجرح 3,189 آخرين.
أزمة مساعدات وإنذار قبل الشتاء
في سياق متصل، أكد أبو حسنة أن الوكالة تواجه صعوبات كبيرة في إدخال المساعدات إلى القطاع، رغم امتلاكها كميات ضخمة من المواد الغذائية والطبية، وقال إن "العديد من المستلزمات الأساسية مثل مواد الإيواء والأغطية والملابس الشتوية والأدوية لا يُسمح بدخولها، مما يزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية".
وأشار إلى أن 95% من سكان غزة يعتمدون على المساعدات الإنسانية، في ظل فقدان مصادر الدخل، محذرًا من أن "الأوضاع تتدهور بصورة خطيرة، ومئات الآلاف من النازحين يعيشون في العراء بعد عودتهم إلى مدينة غزة عقب دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الجاري".
دعوة عاجلة لتسهيل الإغاثة
أكد أبو حسنة أن إدخال المساعدات بات ضرورة عاجلة قبل حلول فصل الشتاء، مشددًا على استعداد الأونروا لتشغيل 22 عيادة مركزية وتوزيع المواد الغذائية فور السماح بذلك، وفي ختام تصريحه، قال: "أطفال غزة بحاجة إلى التعليم، والنازحون بحاجة إلى مأوى، والمساعدات يجب أن تدخل دون قيود لإنقاذ ما تبقى من الحياة في القطاع."
طالع أيضًا: