في ظل تزايد شكاوى آلام الركبة المزمنة، خاصة بين كبار السن، يبحث الخبراء عن حلول غير دوائية تخفف الألم وتحافظ على الحركة وجودة الحياة.
وفي أحدث ما توصل إليه العلم، كشفت دراسة بريطانية عن أن التمارين الهوائية مثل المشي وركوب الدراجات والسباحة، تمثل الخيار العلاجي الأول لمرضى الفصال العظمي في الركبة، وهو الشكل الأكثر شيوعًا من التهاب المفاصل.
ما هو الفصال العظمي ولماذا يصيب الركبة؟
يُعد الفصال العظمي من أكثر الأمراض المفصلية انتشارًا، وينتج عن تآكل الغضروف الواقي الذي يغطي أطراف العظام، ما يؤدي إلى احتكاكها ببعضها وظهور الألم والتورم والتيبّس. ومع مرور الوقت، تتأثر القدرة على الحركة بشكل كبير، وغالبًا ما تتركز الإصابة في الركبتين نظرًا لتحملهما الوزن الأكبر من الجسم.
التمارين الهوائية تتفوّق على العلاجات الأخرى
بحسب الدراسة المنشورة في المجلة الطبية البريطانية (BMJ)، قام الباحثون بتحليل بيانات 217 تجربة سريرية شملت أكثر من 15,680 مشاركًا، لمقارنة أنواع مختلفة من التمارين، منها المرونة، التقوية، تمارين العقل والجسم، وتمارين الحركة العصبية.
وأظهرت النتائج أن التمارين الهوائية كانت الأكثر فاعلية في تخفيف الألم قصير ومتوسط المدى، وتحسين الأداء الوظيفي والمشي وجودة الحياة. كما أثبتت سلامتها العالية، إذ لم تُسجّل أي آثار جانبية تُذكر مقارنة بالمجموعات الضابطة.
وقال الباحثون: "ينبغي أن تكون التمارين الهوائية الخيار العلاجي الأول في التعامل مع الفصال العظمي للركبة، فهي تُحسن الأداء وتقلل الألم بشكل آمن وفعّال."
بدائل داعمة وخيارات إضافية
رغم فاعليتها، قد لا تتناسب التمارين الهوائية مع جميع المرضى، لذلك أوصى الباحثون بممارسة نشاط بدني منظم بإشراف أخصائي.
كما أشاروا إلى أهمية النظام الغذائي المتوسطي الغني بالحبوب الكاملة، الأسماك، وزيت الزيتون، بالإضافة إلى المكملات المضادة للالتهاب مثل الكركم.
أما الوخز بالإبر، فقد أظهر بعض الفاعلية في تقليل الألم وتحسين الحركة، وإن كانت النتائج متفاوتة. وفي الحالات المتقدمة، يظل استبدال المفصل خيارًا أخيرًا بعد فشل العلاجات المحافظة.
طالع أيضًا
