أفادت صحيفة "هآرتس"، اليوم الثلاثاء، أن الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ أجرى محادثات مع عدد من عائلات الأسرى الإسرائيليين، ناقش خلالها إمكانية إصدار عفو عن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، المتهم بمخالفات فساد خطيرة، وبحسب المصادر، طلب هرتسوغ من بعض العائلات الترويج لفكرة العفو علنًا، وتشجيع الجمهور على تأييدها، في وقت كانت فيه المفاوضات جارية بشأن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حركة حماس.
محادثات قبل توقيع الاتفاق
جرت هذه المحادثات بين هرتسوغ والعائلات خلال الأسابيع التي سبقت توقيع الاتفاق، الذي أُعلن عنه رسميًا من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد ثلاثة أيام من تصريح نتنياهو الذي قال فيه: "نحن على عتبة إنجاز كبير جدًا. وآمل أنه في الأيام القريبة وخلال عيد العُرش، سأتمكن من تبشيركم بعودة جميع مخطوفينا."
وهذا التصريح، وفقًا للصحيفة، شكّل ضغطًا نفسيًا على عائلات الأسرى، ما دفع بعضها إلى الامتناع عن انتقاد طلب هرتسوغ، رغم تحفظات داخلية على الربط بين ملف الأسرى والعفو عن نتنياهو.
تضارب في الروايات الرسمية
في المقابل، نفى ديوان الرئيس الإسرائيلي أن يكون هرتسوغ قد بادر إلى هذه المحادثات، واصفًا ما ورد في التقرير بأنه "كذب مطلق"، وأوضح البيان أن الحديث عن العفو جاء بناءً على دعوة من والد أحد الأسرى، وأن الرئيس لم يشجع العائلات على التحدث في هذا الموضوع، بل اكتفى بشرح القواعد القانونية المتعلقة بالعفو، كما يفعل في أي مناسبة عامة.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
محاولات سابقة للتأثير على الملف القضائي
الصحيفة أشارت أيضًا إلى أن هرتسوغ سبق أن حاول التأثير على مسار محاكمة نتنياهو، حيث حضّ المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف ميارا، مرتين في مارس الماضي على الموافقة على عملية تحكيم قد تنهي الإجراءات الجنائية، رغم تحفظها، كما التقى الرئيس مع شخصيات بارزة ومقربين من نتنياهو، وبحث معهم إمكانية إصدار عفو، في إطار محاولة لتشجيع تسوية سياسية وقانونية.
جدل سياسي في ظل صفقة الأسرى
تأتي هذه التطورات في وقت حساس سياسيًا، حيث تتقاطع ملفات الأسرى، والفساد، والتسوية مع ضغوط داخلية وخارجية، وفي تعقيبه على التقرير، قال ديوان الرئيس: "الرئيس لم يتوجه ولم يبادر ولم يشجع أبدًا عائلات مخطوفين على التحدث عن عفو. ما ورد هو تشويه للحقائق."
طالع أيضًا: