شهدت الأيام الأخيرة انسحابًا جزئيًا للقوات الإسرائيلية من مناطق داخل قطاع غزة، في خطوة أثارت تساؤلات حول ما إذا كانت تعكس تحولًا في الاستراتيجية العسكرية والسياسية تجاه القطاع، الانسحاب جاء في إطار اتفاق مع حركة حماس لضمان إطلاق سراح الرهائن المحتجزين، وقد تم تنفيذه تحت غطاء من القصف المدفعي والغارات الجوية.
بدأ الجيش الإسرائيلي بسحب قواته من داخل غزة إلى خطوط انتشار متفق عليها، مع بقاء بعض الوحدات على أطراف القطاع،
الانسحاب تم على مراحل، ومن المتوقع أن يُستكمل خلال 24 ساعة من المصادقة الرسمية على الاتفاق.
رغم الانسحاب، لا تزال إسرائيل تسيطر على نحو 53% من مساحة القطاع، معظمها خارج المناطق الحضرية، بما في ذلك ممر فيلادلفيا الحدودي.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
مؤشرات على تحول استراتيجي:
وفق تصريحات اللواء حابس الشروف، فإن خطة الانسحاب جزء من خارطة طريق تشمل تسليم الرهائن، نزع سلاح حماس، وإعادة إعمار غزة، ما يشير إلى توجه نحو إدارة مدنية أكثر استقرارًا في القطاع.
الولايات المتحدة تلعب دورًا ضاغطًا لضمان الالتزام بوقف إطلاق النار ومنع العودة إلى التصعيد العسكري.
تأخر تسليم جثث المحتجزين الإسرائيليين يعكس تعقيدات ميدانية قد تؤثر على تنفيذ الخطة بشكل كامل.
السياق السياسي والدولي:
الانسحاب يأتي في ظل مفاوضات إقليمية جارية، أبرزها في شرم الشيخ، حيث لم تُحدد جداول زمنية واضحة لتنفيذ بنود الاتفاق.
هناك إشارات إلى أن الخطة ترتبط جزئيًا بمبادرة أمريكية أوسع لإعادة ترتيب الوضع الأمني والسياسي في غزة، مع تقليص الدور العسكري الإسرائيلي تدريجيًا.
الانسحاب لا يعني بالضرورة نهاية العمليات العسكرية، لكنه قد يمثل نقطة تحول في طريقة إدارة إسرائيل للصراع في غزة، الانتقال من السيطرة المباشرة إلى خطوط انتشار خارج المناطق الحضرية، مع التركيز على التفاهمات الأمنية، يعكس رغبة في تقليل الاحتكاك المباشر وتفادي التورط في حرب طويلة الأمد.
طالع أيضًا:
نعيم قاسم: احتمال الحرب على لبنان قائم لكنه غير مؤكد حتى الآن