أقدمت السلطات الإسرائيلية صباح اليوم على هدم منزلٍ في قرية الكعبية، يعود بناؤه إلى أكثر من ستين عامًا، ما أثار حالة من الغضب بين الأهالي، خاصة أن العائلة المقيمة في المنزل تضم مسنة تبلغ من العمر نحو تسعين عامًا وبناتها الأربع.
وقال ياسر طباش، رئيس المجلس المحلي في الكعبية، إن مشاهد الهدم أصبحت مألوفة في البلدات العربية، مشيرًا إلى أن هذا المنزل ليس الأول الذي يُهدم في المنطقة، إذ شهدت قرى مجاورة عمليات هدم مشابهة خلال الأشهر الأخيرة.
رئيس المجلس المحلي في الكعبية: الحي أقدم من دولة إسرائيل
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، أن المنزل يقع في حي الرشايدة، وهو حي قديم أُقيم قبل قيام دولة إسرائيل، ويضم نحو 25 بيتًا، منها 14 منزلًا مهددًا بالهدم.
وتابع: "المجلس المحلي عمل لسنوات على ضم الحي إداريًا إلى نفوذ الكعبية، وزارة الداخلية كانت قد وافقت على المخطط مبدئيًا، كما أقرّه المجلس الإقليمي، إلا أن التنفيذ توقّف في مراحل متقدمة بسبب السياسة العنصرية".
وأكد رئيس المجلس المحلي أن السلطات لم تُبدِ أي تجاوب مع محاولات الرؤساء العرب، خاصة في البلدات البدوية، لمنع تنفيذ أوامر الهدم.
وأكمل: "نحن محاطون بمناطق نفوذ تابعة لمجالس أخرى، ويبدو أن هناك سياسة ممنهجة تستهدف بلداتنا. اليوم يُهدم بيت عمره أكثر من ستين عامًا، وتُترك عائلة كاملة بلا مأوى".
وأشار طباش إلى أن المجلس المحلي سيتابع كل الإجراءات لمساعدة العائلة المتضررة، سواء عبر قسم الشؤون الاجتماعية أو باقي أقسام المجلس، مؤكدًا أن "الهدم لن يثني المجلس عن مواصلة العمل من أجل الاعتراف بالحي وحماية باقي المنازل من المصير نفسه".
ياسر حجيرات: هدم منزل في الكعبية اليوم يستدعي تحركًا سياسيًا ومجتمعيًا حقيقيًا
من جانبه، قال عضو الكنيست ياسر حجيرات من القائمة العربية الموحدة، إن هدم منزل في قرية الكعبية صباح اليوم يعكس سياسة ممنهجة ضد البلدات العربية، وخاصة في القرى البدوية في الشمال.
وتابع: "المنزل الذي هُدم اليوم هو من أقدم بيوت الحي، وتقيم فيه عائلة كبيرة، لكن قوات الشرطة لم تمنحهم أي فرصة لإخراج أغراضهم قبل تنفيذ عملية الهدم".
واستطرد: "القوات وصلت بأعداد كبيرة، ولم تراعِ وجود كبار السن أو الأطفال في المكان، في مشهد مؤلم جدًا لأبناء الحي". وأشار إلى أن هناك منازل أخرى مهددة بالهدم رغم وجود ملفاتها أمام المحكمة، إذ من المقرر عقد جلسة في ديسمبر المقبل، لكن الشرطة لم تنتظر قرار القضاء، -على حد قوله-.
وأكد أن هذه الحوادث تندرج ضمن سياسة الحكومة تجاه القرى العربية في الشمال، مضيفًا: "نرى مثل هذه القوات فقط عندما يتعلق الأمر بهدم البيوت، لا بمحاربة الجريمة".
وختم حجيرات بالتأكيد على أن ما حدث في الكعبية اليوم يستدعي تحركًا سياسيًا ومجتمعيًا حقيقيًا، لوضع حد لسياسات الهدم التي تمس بكرامة المواطنين وحقهم في السكن.
أحد سكان الحي: القوات لم تمنح سكان البيت وقتًا لإخراج أغراضهم قبل الهدم
وخلال المقابلة، انضم إلى الحديث المواطن يوسف من سكان الحي، الذي أوضح أن البيت المهدوم تسكنه عمته البالغة من العمر 90 عامًا مع أبنائها وأحفادها، ويصل عددهم إلى 15 فردًا، مؤكدًا أن القوات لم تمنح العائلة أي وقت لإخراج متاعها.
وقال يوسف: "كنا في محاكم منذ فترة وقدمنا خرائط للوزارة، لكن دون جدوى. جاءوا عند الفجر وهدموا البيت على ما فيه".
وأضاف أن الشباب في الحي قرروا تنظيف الركام وإعادة بناء المنزل، لأن العائلة لا تملك مكانًا آخر للسكن.