قال رئيس بلدية كفر قرع فراس بدحي، إن حادثة القتل التي وقعت بالأمس داخل المدرسة التكنولوجية في المدينة تُعد من أصعب الحوادث التي شهدها الجهاز التربوي، واصفًا ما جرى بأنه "مؤلم ولا يمكن للعقل أن يتصوره".
وكان الطالب محمد مرازقة من عرعرة يبلغ من العمر 17 عامًا، قد لقي مصرعه، إثر تعرضه للطعن خلال شجار وقع أمس، في بلدة كفر قرع بمنطقة وادي عارة.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، عبر إذاعة الشمس، أن الشجار الذي نشب بين طالبين داخل ساحة المدرسة تحوّل خلال دقائق إلى جريمة قتل مأساوية، مشيرًا إلى أن المدرسة تحتضن طلابًا من مناطق مختلفة في وادي عارة، وتُدار من قِبل مؤسسة "برانكوفايس" بتكليف من وزارة المعارف، وليس تحت إدارة البلدية مباشرة.
وأضاف أن المدرسة مُحاطة بسياج ويوجد حارس على مدخلها، إلا أن القوانين الحالية تمنع تفتيش حقائب الطلاب عند الدخول، ما يحدّ من قدرة الطاقم والإدارة على ضبط أي أدوات خطرة.
وتابع: "ربما تكون هذه إحدى النقاط التي يجب إعادة النظر فيها مستقبلًا، لتعزيز الأمن داخل المدارس".
وبيّن بدحي أن المدرسة تضم نحو مئة طالب فقط، وأن طاقمها التربوي يعرف كل طالب بالاسم، لافتًا إلى أن ما حدث هو حادث استثنائي لا يمثل الواقع العام في مدارس كفر قرع التي تضم أكثر من 5600 طالب يتوجهون يوميًا إلى مدارسهم ويعودون بأمان.
ماذا بعد الجريمة؟
وحول الإجراءات المتخذة بعد الجريمة، أوضح أن اجتماعًا عُقد مساء الأمس بمشاركة رجال دين ومديري مدارس ورؤساء سلطات محلية، لبحث سبل مواجهة ظاهرة العنف وتعزيز قيم التسامح والأخوّة في المجتمع، مؤكدًا رفضه لفكرة الإضرابات.
وأكمل حديثه قائلًا: "الإضراب ليس حلاً. وجود الطلاب في الشوارع يزيد المشكلة. الحل هو أن نحتضنهم داخل المؤسسات التربوية ونغرس فيهم القيم الإنسانية".
وختم رئيس بلدية كفر قرع حديثه برسالة واضحة للأهالي قائلًا: "الأب والأم هما العنوان الأول للتربية، وعليهم المتابعة والحوار مع أبنائهم، وما يُغرس في البيت يظهر في المدرسة. مسؤولية ما يحدث لا تقع فقط على المدرسة أو البلدية، بل علينا جميعًا كمجتمع واحد".