تفضل الكثير من النساء استخدام أدوات التجميل الثابتة مثل الماسكارا وكريم الأساس، لما توفره من مظهر دائم ومقاوم للماء.
إلا أن ما يمنح هذه المنتجات ثباتها اللافت هو في الواقع مجموعة من المواد الكيميائية المثيرة للقلق تُعرف باسم المواد الكيميائية الدائمة (PFAS)، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية.
ما هي مركبات PFAS؟
تتكوّن مركبات PFAS (بيرفلورو ألكيل وبولي فلورو ألكيل) من أكثر من 10 آلاف مادة كيميائية صُممت خصيصًا لتكون مقاومة للماء والزيت والحرارة.
غير أن هذه الخصائص التي تجعلها مثالية لمستحضرات التجميل، تجعلها أيضًا شبه مستحيلة التحلل، إذ تحتوي على روابط كيميائية قوية جدًا لا تتحطم بسهولة، ما يجعلها تبقى في البيئة وفي جسم الإنسان لفترات طويلة.
خطر يختبئ في مسام البشرة
يرى الباحثون أن الثبات العالي لهذه المواد في مستحضرات التجميل يعني بالضرورة ثباتها داخل الجسم بعد امتصاصها عبر الجلد.
فجزيئات PFAS تلتصق بالبروتينات الموجودة في الدم، مما قد يؤدي إلى اضطراب الهرمونات وضعف المناعة، بل وربما يرتبط ببعض أنواع السرطان.
كما أن أحد أكثر المركبات شيوعًا في هذه الفئة هو PTFE، الذي يمنح الماسكارا وكريم الأساس ملمسًا حريريًا ومظهراً مقاومًا للماء، لكنه أيضًا يحمل مخاطره الخاصة.
العين والجلد.. أول ضحايا الجمال الصناعي
تحذّر الدكتورة ميريام دايموند، المتخصصة في الكيمياء البيئية، من أن مركبات PFAS موجودة في أكثر من نصف مستحضرات التجميل التي تم اختبارها، مشيرة إلى أنها تسبب جفاف الجفون ومشكلات في العين عند ملامستها المباشرة.
كما أوضحت دراسة نشرت في مجلة Environment International عام 2024 أن هذه المواد يمكنها التسلل عبر الجلد إلى مجرى الدم، خاصة عند استخدامها على البشرة الرقيقة أو المتشققة نتيجة الأكزيما أو التعرض لأشعة الشمس.
اضطراب في التمثيل الغذائي والمخ
لا يتوقف تأثير PFAS عند الجلد والدم، إذ تشير الأبحاث إلى أنها قد تُحدث تغييرات في عملية التمثيل الغذائي للدهون والسكريات، مما يزيد خطر الإصابة بمرض السكري.
والأخطر من ذلك، أن الدراسات المخبرية الحديثة وجدت أن هذه المواد قادرة على عبور الحاجز الدموي الدماغي، ما يثير القلق بشأن تأثيرها المحتمل على كيمياء الدماغ ووظائف الأعصاب.
طالع أيضًا
الليمون بين الفوائد والمخاطر.. متى يصبح الإفراط ضارًا بالصحة؟