حذر الصحفي عماد أبو شاويش من تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة مع استمرار انقطاع السولار والغاز منذ أكثر من أربعة أيام، مشيرًا إلى أن السيارات والمولدات ستتوقف قريبًا إذا استمرت الأوضاع على حالها.
وفي مداخلة هاتفية ضمن برنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، وصف أبو شاويش الوضع في غزة بأنه "نموذج واضح لهندسة الجوع"، موضحًا أن إدخال البضائع والمساعدات يتم بطريقة "تخضع لمنظومة تحكم دقيقة"، وقال: "نحن نعيش في أوتوماتيزم كامل.. يسمحون بدخول كميات محددة من الدقيق تكفي أيامًا قليلة، ثم يوقفونها فجأة ليعود السعر ويرتفع من جديد".
وأضاف: "الجيش الإسرائيلي هو من يتحكم في كل ما يدخل إلى غزة، من المساعدات إلى البضائع، وفق جدول مدروس يهدف إلى إبقاء الناس في دائرة الحاجة والضيق".
وأوضح أن الكميات التي تدخل من الغاز "لا تكفي إلا لشارع واحد"، مضيفًا: "نحن نتحدث عن أربع أو ثلاث شاحنات فقط يوميًا، وكل استوانة غاز وزنها ثمانية كيلو تُباع بـستين شيكل، والناس بالكاد تستطيع استخدامها لغلي القهوة أو الحليب للأطفال".
وتحدث أبو شاويش عن اختلال كبير في نوعية البضائع التي يُسمح بدخولها، فقال: "عم يسمحوا بدخول شوكولاتة ونسكافيه وأندومي وشيبس، لكن مش عم يدخلوا حليب أطفال أو حفاضات أو خضروات، وهذا خلل مقصود يضرب التوازن الغذائي"، مضيفًا: "من سنة وجسمنا ينهار بسبب الاعتماد على المعلبات.. حتى معدتنا ما عادت تتحملها".
وأشار إلى ظاهرة ارتفاع الأسعار بشكل جنوني بسبب "التحكم الإسرائيلي في حركة الشاحنات"، وقال: "اليوم الآيفون صار سعره من 36 ألف لـ12 ألف شيكل، بينما المواطن ما معه حتى ثمن وجبة لأولاده، صار في لصوص حرب وتجار أزمة يستغلوا معاناة الناس".
كما تطرق إلى الأوضاع الميدانية قائلاً: "الهدوء نسبي فقط، كل من يقترب من النقطة الصفراء يتعرض لإطلاق النار، وخلال يومين فقط قُتل أكثر من 250 شخصًا في القطاع، أغلبهم أطفال ونساء".
واختتم حديثه بالإشارة إلى أزمة المدارس التي تحولت إلى مراكز إيواء، قائلاً: "الناس عايشة في الصف الواحد 10 أو 12 عائلة، واليوم في خطر جديد مع نية إخراجهم من المدارس من غير ما يتوفر لهم خيام أو مأوى، أزمة تولد أزمة، وكل يوم بنقول يا رب استر شو الأزمة الجديدة اللي جاية".