كشفت دراسة علمية حديثة عن جانب غير متوقع من العلاقة الزوجية وتأثيره العميق في صحة الحمل والجنين، حيث تبيّن أن تفاؤل الزوج وثقته بنفسه قد يلعبان دورًا حاسمًا في تقليل الالتهابات لدى النساء الحوامل، وبالتالي يساعدان في خفض خطر الولادة المبكرة.
دعم الزوج النفسي.. حماية بيولوجية غير متوقعة
أجرت جامعة كاليفورنيا الأمريكية دراسة شملت 217 زوجًا من خمس ولايات مختلفة، ونُشرت نتائجها في مجلة BioPsychoSocial Medicine، لتكشف أن النساء الحوامل اللواتي يتمتع أزواجهن بدرجة عالية من المرونة النفسية – أي التفاؤل والقدرة على التكيف والثقة بالنفس – أظهرن انخفاضًا ملحوظًا في مستويات الالتهابات خلال الحمل.
وقالت الأستاذة جينيفر هان-هولبروك، المشاركة في إعداد البحث: "هذه من أوائل الدراسات التي تُظهر أن القوة النفسية الداخلية للزوج يمكن أن تنعكس بيولوجيًا على صحة شريكته الحامل".
التفاؤل يقلل الالتهابات ويحافظ على الحمل الطبيعي
أشارت الدراسة إلى أن مستويات البروتين التفاعلي سي (CRP)، وهو مؤشر بيولوجي للالتهابات وزيادة خطر الولادة المبكرة، كانت أقل لدى النساء الحوامل اللواتي شعرن بدعم نفسي وعاطفي من أزواجهن.
ويُعتقد أن البيئة الإيجابية المحيطة بالأم تقلل من التوتر المزمن، وهو أحد أهم العوامل التي قد تؤدي إلى تقلصات مبكرة واضطرابات هرمونية تؤثر في نمو الجنين.
الحالة النفسية للزوج.. عامل خفي في سلامة الجنين
توضح الباحثة الرئيسية كافيا سواميناثان أن العلاقة العاطفية المستقرة تخلق بيئة هرمونية أكثر توازنًا للأم، ما ينعكس إيجابًا على الجنين.
وتضيف: "الدراسة تؤكد أن الدعم الاجتماعي والعاطفي لا يقتصر تأثيره على الجانب النفسي فقط، بل يمتد إلى الجسد ذاته".
نظرة جديدة إلى الصحة الإنجابية
ورغم أن الدراسة لا تثبت علاقة سببية مباشرة، فإنها تسلط الضوء على مفهوم جديد في علم النفس الحيوي، وهو أن تفاؤل الزوج ودعمه العاطفي قد يشكلان درعًا بيولوجيًا يحمي الأم والجنين من مضاعفات الحمل.
ويؤكد الخبراء أن هذه النتائج تفتح الباب أمام إدماج الشريكين في برامج التوعية الصحية للحمل، بحيث يصبح الزوج شريكًا فعّالًا في تحقيق ولادة آمنة وطفل بصحة أفضل.
طالع أيضًا
