أفادت وكالة الأنباء السورية "سانا" نقلاً عن مصدر أمني، أن مجموعات مسلحة استهدفت بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة مواقع في تل حديد وتل أقرع بريف السويداء، في خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مؤخراً بين الحكومة السورية ومجموعات محلية.
اشتباكات عنيفة وعودة التوتر إلى المنطقة
الهجوم الذي وقع صباح الأحد، أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن الداخلي والمسلحين، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى في صفوف الطرفين، وفق ما نقلته قناة "الإخبارية السورية"، وأكد المصدر الأمني أن "قوات الأمن تصدت للهجوم وتمكنت من استعادة السيطرة على النقاط التي تسلل إليها المسلحون، مع استمرار عمليات التمشيط لتأمين المنطقة".
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
خرق متكرر للاتفاق وقلق من انهياره
يأتي هذا الهجوم بعد أسابيع فقط من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة محلية، ويهدف إلى تهدئة الأوضاع في المحافظة ذات الغالبية الدرزية، إلا أن تكرار الخروقات من قبل بعض المجموعات المسلحة يثير مخاوف من انهيار الاتفاق بالكامل، خاصة في ظل غياب آلية رقابة فعالة تضمن التزام جميع الأطراف.
الحكومة تؤكد التزامها بالتهدئة
وزارة الداخلية السورية أصدرت بياناً أكدت فيه أن "الدولة السورية، ومنذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء، تواصل عبر جميع مؤسساتها العسكرية والأمنية والمدنية والخدمية، العمل الجاد لتثبيت هذا الاتفاق، حرصًا على إعادة الاستقرار إلى كافة أرجاء المحافظة".
تحليلات: تصعيد محدود أم بداية مرحلة جديدة؟
يرى مراقبون أن هذا التصعيد قد يكون محاولة من بعض الأطراف لفرض شروط جديدة على الأرض، أو لإعادة خلط الأوراق السياسية في الجنوب السوري، ويقول الباحث في الشؤون السورية، الدكتور نزار عبد الله، إن "ما يجري في السويداء يعكس هشاشة التفاهمات المحلية، وغياب الضمانات الدولية يجعل أي اتفاق عرضة للانهيار في أي لحظة".
السويداء على مفترق طرق
مع استمرار الخروقات وتزايد التوترات، تبدو محافظة السويداء أمام مفترق طرق حاسم: إما العودة إلى دائرة العنف، أو التمسك بخيار الحوار والتهدئة، وفي ظل غياب توافق شامل، تبقى الأوضاع مرهونة بقدرة الأطراف على ضبط النفس وتغليب المصلحة العامة.
طالع أيضًا:
رون ديرمر يغادر الحكومة الإسرائيلية وسط تساؤلات عن مستقبل العلاقة مع واشنطن