في تصعيد سياسي جديد يرتبط مباشرة بالسجالات الداخلية الإسرائيلية وبالاستحقاق الانتخابي المقبل، أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أن حكومته تعمل على استكمال حظر ما تبقّى من الإخوان المسلمين داخل إسرائيل، مشيدًا في الوقت نفسه بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الساعي لتصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية.
وجاء تصريح نتنياهو في كلمة مصوّرة مساء الأحد، عقب الإعلان عن اغتيال القائد العسكري لحزب الله، الذي تصفه إسرائيل برئيس أركانه، هيثم علي طبطبائي، في هجوم داخل الضاحية الجنوبية لبيروت.
إشادة إسرائيلية بخطوة واشنطن
وفي سياق خطابه، قال نتنياهو: "أشيد بالرئيس ترامب لقراره حظر جماعة الإخوان المسلمين وتصنيفها منظمة إرهابية، هذه منظمة تهدد الاستقرار في الشرق الأوسط وخارجه، متابعا إسرائيل حظرت بالفعل جزءًا منها، ونعمل على استكمال هذه الخطوة قريبًا".
ورغم عدم توضيحه طبيعة الجزء المتبقّي، إلا أن تصريحه أثار تساؤلات حول إمكانية أن تشمل الخطوة القائمة الموحّدة، الذراع السياسي للحركة الإسلامية الجنوبية، خاصة بعد أن جرى حظر الحركة الإسلامية الشمالية سابقًا.
ردود فعل غاضبة من الأحزاب العربية
من جانبه، وصف حزب التجمّع الوطني الديمقراطي تصريحات نتنياهو بأنها تصعيد خطير يستهدف الوجود السياسي العربي برمّته.
وجاء في بيانه أنّ تهديد رئيس الحكومة يأتي امتدادًا لسنوات من الملاحقات السياسية التي طالت أحزابًا وجمعيات ونشطاء وأطرًا مجتمعية فلسطينية داخل الخط الأخضر، وفي مقدمتها الحركة الإسلامية الشمالية المطرودة عن القانون منذ عام 2015.
وأضاف التجمّع أن استكمال الحظر ما هو إلا محاولة لتجريم أي تنظيم سياسي عربي، وخلق واقع تصبح فيه شرعية العمل السياسي خاضعة لحسابات نتنياهو الانتخابية ومصالح المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
ودعا الحزب إلى وحدة وطنية حقيقية وإعادة بناء القائمة المشتركة على أساس سياسي موحّد يواجه المخاطر الراهنة.
من جهتها، اعتبرت الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة أن تصريحات نتنياهو تعني أن لا أحد في مأمن من مخططات رئيس الحكومة وخادميه الجدد في الأجهزة الأمنية.
وشددت الجبهة على ضرورة تعزيز وحدة الصف لمواجهة ما وصفته بحكومة البطش الفاشي، معلنة توجهها لطلب اجتماع عاجل للجنة المتابعة العليا لبحث الإجراءات القانونية والسياسية المطلوبة للتصدي للخطوة.
دعم أميركي متصاعد
في الولايات المتحدة، أعلن الرئيس ترامب أنه يستعد لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية أجنبية، مؤكدًا أن القرار سيتم بأقوى العبارات.
يأتي ذلك بعد تقرير موسع نشره موقع “غست ذا نيوز” حول أنشطة الجماعة، ما عزز الضغوط داخل الإدارة الأميركية للمضي في هذا التوجه.
كما كان حاكم تكساس، الجمهوري غريغ أبوت، قد صنّف الأسبوع الماضي الإخوان المسلمين ومجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (CAIR) كمنظمات إرهابية أجنبية.
جاءت تصريحات نتنياهو في لحظة سياسية داخلية حساسة، وفي سياق تصعيد إقليمي، ما يراه المراقبون محاولة لاستثمار الخطاب الأمني في المشهد الانتخابي.
وفي المقابل، يرى ممثلو الأحزاب العربية أن هذه السياسات تستهدف تقويض العمل السياسي الفلسطيني في الداخل، وتفتح الباب أمام موجة جديدة من الملاحقات والتقييدات.
وبين مسار حكومي يميني متشدد، ودعم أميركي لخطوات التصنيف، تتجه الساحة الإسرائيلية إلى مرحلة أشد استقطابًا، قد تحمل تأثيرات عميقة على مستقبل التمثيل العربي وحرية الممارسة السياسية في البلاد.
اقرأ أيضا
انتخابات الليكود.. معركة داخلية تعيد رسم خريطة القوة بعد 14 عامًا من الغياب
